ينطلق اليوم (الأحد)، طواف الجزائر، الذي تبلغ مسافته 1375 كلم، من منطقة قالمة متوجها نحو قسنطينة، على طول مسلك 103.2 كلم، ضمن المرحلة الأولى من الطبعة 22 من السباق الدولي، الذي يتواصل إلى غاية 18 فيفري الجاري، بمشاركة نوعية ل 17 فريقا من 12 دولة، ويتعلق الأمر بكل من الجزائر (البلد المنظم)، تونس، إريتيريا، جزر موريس، أندونيسيا، مصر، الصين، إيطاليا، هولندا، بلجيكا، سويسرا وألمانيا. سيكون طواف الجزائر، بمثابة تحد تنافسي كبير للفرق المشاركة فيه، وأيضا فرصة فريدة من نوعها للمشاركين ومتابعيه، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية السياحية، التي تتمتع بها ولايات شرق وجنوب الجزائر الكبير، عبر مسار مذهل، يبلغ طوله الإجمالي 1404 كلم، ويشمل عشر مراحل تحط فيها كوكبة الدراجين عبر 10 مدن هي؛ قالمة، قسنطينة، سطيف، باتنة، بسكرة، بوسعادة، الجلفة، الأغواط، غرداية وورقلة. تميزت هذه النسخة الخامسة والعشرون، بانطلاق رمزي في تونس، من خلال تنظيم الجائزة الكبرى لساقية سيدي يوسف، يوم أمس (8 فيفري)، إحياءا لذكرى المجازر، التي ارتكبها الجيش الاستعماري الفرنسي في 8 فيفري 1958، في هذه المدينة الحدودية. وبالإضافة إلى المراحل العشر المدرجة في البرنامج، سيرافق طواف الجزائر 2025، جائزتين أخريين، هي جائزة "سوناطراك" الكبرى بحاسي مسعود (الخميس 20 فيفري)، احتفالا بإعلان تأميم المحروقات 24 فيفري 1971، وجائزة الجزائر الكبرى "جمال بوكرشة"، المقررة يوم السبت 22 فيفري، تكريما للصحفي الرياضي السابق في الإذاعة الوطنية "القناة 3"، الذي توفي عام 2023. تعد المرحلة الأولى من الطواف، المقررة بين قالمةوقسنطينة (103.2 كلم)، بمثابة التحدي الأول للمتسابقين، الذين سيواصلون بعد ذلك، في المرحلة الثانية عبر مسالك صعبة للغاية، تمتد على مسافة 145.5 كيلومتر بين قسنطينةوسطيف. وفي المرحلة الثالثة، سيتوجه المتسابقون نحو باتنة، في مسلك طوله (130.6 كلم)، يمرون فيه بقمم الأوراس المغطاة بالثلوج، قبل الشروع في النزول نحو الجنوب الكبير ومناظره الطبيعية الساحرة، مع التوقف في واحات بسكرة (المرحلة الرابعة التي تمتد على مسافة 156.3 كلم) وبوسعادة (المرحلة الخامسة/ 171.2 كم). وستستمر مغامرات المشاركين في طواف الجزائر الدولي، بنفس الوتيرة، مع مسافات متفاوتة تتراوح من 107.5 كلم (المرحلة السابعة بين الجلفةوالأغواط) إلى أطول مرحلة في الطواف، التي تبلغ مسافتها 197.8 كلم، وتربط بين الأغواطوغرداية (المرحلة الثامنة)، والتي ستكون بمثابة اختبار حقيقي للمشاركين قبل المراحل النهائية. ستختتم المرحلتان التاسعة والعاشرة، اللتان تربطان غرداية بورقلة، وورقلة بحاسي مسعود، مغامرة طواف الجزائر، باعتبار أن المرحلة الأخيرة، ستكون على مسلك قصير نسبيا (83.5 كيلومترا فقط)، تكون فيه الفرصة مواتية للمشاركين من أجل التألق قبل خط النهاية الأخير. المشاركة الدولية في تزايد مستمر ينشط فعاليات الطبعة 25 من الطواف، 17 فريقا، تم اعتمادهم من قبل لجنة التنظيم، من بينهم ستة فرق جزائرية، أبرزها "مدار بروسكلين تايم" والتشكيلة الوطنية للنخبة، التي تضم خيرة الدراجين الجزائريين، من شاكلة الفائز بالنسخة الماضية، نسيم سعيدي وحمزة ياسين والدراج المخضرم يوسف رقيقي، فيما ستمثل الفرق الأخرى دولا إفريقية وآسيوية وأوروبية، مثل فريق فلاندرز من بلجيكا، وغلوري مينتيش من الصين، والمنتخبين التونسي والإريتري. ومن المؤكد، أن هذا التنوع الواسع في تركيبة المشاركين، سيعطي الطواف بعدا تنافسيا أكبر، حيث سيحاول المتسابقون رفع تحدي مسار الجزائر بنجاح، باعتباره مرحلة مهمة في جمع النقاط، استعدادا لبطولة العالم على الطريق لعام 2025، المقرر إقامتها لأول مرة في القارة الإفريقية، وتحديدا برواندا. وفضلا عن الجانب التنافسي، أعد المنظمون في هذه النسخة، برنامجا ثقافيا غنيا، سيتيح للمشاركين والمتفرجين فرصة اكتشاف الثراء التاريخي والثقافي للمدن التي سيمرون بها، كما سيتم تنظيم أنشطة حول قافلة الجولة في كل مرحلة، في نشاط يهدف إلى التعريف بالخصوصيات الثقافية لكل منطقة. وفي نهاية كل مرحلة، سيتم توزيع سبعة قمصان على الفائزين، حيث سيمنح القميص الأزرق للفائز بالمرحلة، والأصفر لمتصدر الترتيب العام، والأبيض لأفضل دراج شاب، والأخضر لأسرع دراج، والقميص المنقط لأفضل متسلق، والبرتقالي للدراج الأكثر قتالية، وأخيرا القميص الأحمر لأفضل دراج جزائري. وبالإضافة إلى هذه التتويجات، سيتم عقب كل مرحلة، منح مكافآت مالية للفائز بالمرحلة وصاحب القميص الأصفر. ومن أجل ضمان تغطية إعلامية جيدة للحدث الأبرز لرياضة "الملكة الصغيرة" بالجزائر، خصصت لجنة التنظيم فريقا إعلاميا لتولي هذه المهمة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المعتمدة لتغطية الحدث، من أجل ضمان البث المباشر لآخر 30 كيلومترا من كل مرحلة، عبر الحسابات الرسمية للسباق على مواقع التواصل الاجتماعي، في مبادرة من شأنها إعطاء صدى أكبر للحدث، والسماح أيضا للجماهير بمتابعة تقدم السباق بشكل آني. ومع كل هذه الإمكانيات والإعدادات، يمكن القول بأن دورة الجزائر للدراجات 2025، التي أوكلت مهمة التأطير إلى محافظي السباقات برئاسة البلجيكي باتريك ديمونتر، ستكون حدثا رياضيا لا يمكن تفويته، باعتبار أنه يجمع بين التنافس الرياضي عالي المستوى، واكتشاف مناطق طبيعية خلابة والتعرف على الثراء الثقافي، الذي تختص به كل منطقة في الجزائر. تقديم دراجي الفرق المشاركة بولاية قالمة نظم، أول أمس، الحفل التقليدي الخاص بتقديم دراجي الفرق 17، المشاركة في الطبعة 25 لطواف الجزائر للدراجات بدار الثقافة في قالمة، حيث تم التطرق إلى الجوانب الفنية والسياحية لهذه المنافسة الدولية، التي ستشمل 13 مدينة في شرق وجنوب البلاد، على مسافة مسار إجمالي يبلغ 1404كيلومتر. وبحضور والي قالمة، حورية عقون، ورئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، عبد الرحمن حماد، وكذا رئيس الاتحادية الجزائرية للدراجات، خير الدين برباري، تم الكشف عن قائمة الفرق 17 المشاركة في التظاهرة الدولية، وأوضح رئيس الاتحادية الجزائرية للدراجات، خير الدين برباري، خلال كلمته الافتتاحية، أن "انطلاق القافلة من تونس، من خلال تنظيم الجائزة الكبرى لساقية سيدي يوسف، يعد يوما تاريخيا لبلدينا، كما ستسجل هذه النسخة المشاركة الرمزية لمنتخب الصحراء الغربية، ضيف شرف الطبعة 25"، وأضاف: "كل الظروف متاحة لنجاح طواف الجزائر، أرحب بجميع المشاركين، الذين آمل أن يكونوا على قدر تطلعات جماهير الملكة الصغيرة".