❊ قطعنا أشواطا كبيرة في تكوين الفئات الشبانية ❊ تنظيم كأس العالم للأكاديميات ألغي لأسباب مجهولة ❊ استدعاء لاعبنا شريف نسيم إلى منتخب أقل من 21 سنة شرفٌ كبير لنا تحتفل أكاديمية "المنصورة" لكرة القدم في تلمسان، هذه السنة، بعيد ميلادها العاشر؛ إذ يقول مديرها سيدي محمد كازي تاني في هذا الحوار، ليومية "المساء"، إن الهيئة الرياضية التي يترأسها منذ نشأتها في 2015، قطعت أشواطا كبيرة في تكوين الفئات الناشئة في كرة القدم، متأسفا، من جهة أخرى، لتحايل بعض الأندية على القانون في مجال تحويل لاعبي الأكاديمية إلى صفوف فرقها. ❊ كيف جاءتكم فكرة إنشاء أكاديمية بتلمسان؟ وما الذي جعلكم تختارون هذا الاتجاه، لا سيما أن الوداد المحلي النادي البارز في ولايتكم، معروف بميوله إلى سياسة تشجيع الفئات الشبانية؟ ❊ صحيح أن وداد تلمسان كان خلال سنوات مضت، يلتفت إلى الفئات الشبانية، وكان يقوم بتكوينها انطلاقا من القاعدة. لكن هذا الخيار تراجع بكثير عما كان عليه في السابق؛ ما أجبرنا على الدخول معهم في خلاف كبير، لا سيما أن ولايتنا تزخر بلاعبين شبان؛ الأمر الذي جعلنا نسرع إلى إنشاء أكاديمية المنصورة في 2015، التي أنقذنا من خلالها عددا كبيرا من الشباب كانوا في حالة ضياع رياضيّ كبير. ❊ هل كان انطلاق الأكاديمية سهلا أم صعبا عليكم؟ ❊ كنا مجموعة من المسيّرين. نسّقنا بيننا في كل الأعمال التي قمنا بها، فلم يكن بوسعنا تحقيق انطلاق سريع للأكاديمية لولا تضافر جهودنا. اِستفدنا من بعض التقنيّين الرياضيين الذين يجرون وراءهم خبرة معتبرة في التكوين بمدارس كرة القدم. نحن فخورون بالعمل الذي أنجزناه إلى حد الآن. حصيلتنا إيجابية بالنظر إلى عدد اللاعبين الذين قمنا بتكوينهم بعدما يئسوا من الانخراط في صفوف نادي وداد تلمسان ونواد محلية موجودة في المنطقة. وأبرز مثال في هذا الشأن استدعاء اللاعب الذي تكوّن عندنا، شريف نسيم، إلى صفوف المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة. ❊ هل يوجد تنسيق بينكم وبين الأندية المحلية في مجال تنقّل اللاعبين الذين يخضعون للتكوين في أكاديميتكم؟ ❊ للأسف الشديد، وسطُ كرة القدم في بلدنا لايزال "متعفنا" ، ولا يعترف بالجميل. إذا ما تحدثنا عن سوء تقدير الأندية في ولاية تلمسان تجاه العمل الكبير الذي تنجزه أكاديمية المنصورة ومدارس أخرى لتكوين الفئات الشبانية، فالكل يتحايل على الآخر؛ سواء لدى مسيّري الأندية، أو المناصرين، أو حتى لدى أهالي اللاعبين الشبان الذين يتكوّنون في مدارس وأكاديميات كرة القدم. كيف لا واللاعب الذي يتلقى تكوينه في أكاديمية المنصورة، تتلقّفه الأندية، وتضمه إلى صفوف أصنافها دون دفع أيّ سنتيم للطرف المكون؛ هل هذا التصرف من العدل؟ لا ندري هل هذا التصرف ينمّ عن جهل بالقوانين التي تحمي الأكاديميات ومدارس كرة القدم، أم ينمّ عن نية مبيَّتة في "خطف" اللاعبين الشباب؛ أكاديميتنا أصبحت تخسر في كل نهاية موسم رياضي، عددا كبيرا من لاعبيها المكوَّنين فيها. ❊ كم هو عدد الأصناف التي تتكون لديكم؟ ❊ تضم أكاديمية المنصورة أربعة أصناف من اللاعبين، وهم الشباب الأقل من تسع سنوات، الذين يتدربون داخل مركّب رياضي خاص، وأقل من 11 و13 سنة، الذين يُجرون تدريباتهم على مستوى المركّب الرياضي العمومي. وفي كلا المركّبين نخضع للاستئجار طيلة السنة، وهو ما يُثقل كاهلنا في الجانب المالي. ❊ هل تملكون وسائل بيداغوجية في أكاديمية المنصورة ؟ ❊ الأكاديمية مرتاحة في هذا الجانب؛ لكونها تتوفر على عدد كبير وممتاز من الوسائل البيداغوجية؛ من وسائل تصوير، وآليات لتحليل المباريات، وشاشات كبيرة، وآليات للأضواء الكاشفة، وكتيّبات لكرة القدم لصالح المدربين واللاعبين، وبطاقات التدريب للمدربين، ومخططات التكتيكات والاستراتيجيات، وبطاقات التقييم للاعبين، وخطط التدريبات للتقنيين. كما يتضمن العتاد الخاص بأمن اللاعبين والمدربين، معدات لضمان حماية اللاعبين، ووسائل أخرى مساعدة على أداء عمل جيد، يحتاجها اللاعب والمدرب في أي وقت يكونون حاضرين في الأكاديمية. ❊ ما نوع علاقاتكم مع المدارس والأكاديميات الكروية المحلية والأجنبية؟ ❊ نملك علاقات مودة واحترافية مع كل المدارس والأكاديميات الرياضية، وأيضا مع الوسائل الإعلامية الرياضية المحلية؛ فكثيرا ما استقبلنا فرقها لكرة القدم بالأكاديمية في تلمسان. أكاديمية المنصورة بفضل مشاركاتها في دورات كروية خارج الوطن، اكتسبت سمعة طيبة لدى أكاديميات ومدارس رياضية أجنبية. وبفضل مكانتنا المحترمة شاركنا في دورات دولية في فرنسا وفي إسبانيا، بينما نشارك سنويا بتونس في دورة دولية. ❊ لقد أعلنتم، في السابق، عن مشروع لدى أكاديمية المنصورة، يرمي إلى تنظيم كأس العالم للأكاديميات الرياضية لكرة القدم، لكن لم يتحقق. ما السبب في تراجعكم عن تنظيم ذات المشروع؟ ❊ فكرة تنظيم كأس العالم للأكاديميات أخذت طريقها في البداية. وكنا متفائلين بنجاحها بعد حصولنا على موافقة مشاركة 36 بلدا أجنبيا، وتأكيد كل من وزارة الشباب والرياضة واتحادية كرة القدم للإشراف على هذه المنافسة. لكن المشروع لم يسر إلى نهايته. وتم إلغاؤه لسوء نية المسؤولين المحليين آنذاك، ولأسباب كنا نجهلها في تلك الفترة. هذا الإلغاء لم يحد من عزيمتنا في مواصلة العمل بكل جدية؛ من أجل الرفع من مستوى أكاديميتنا، التي أصبحت معروفة على المستوى الدولي. ❊ أكاديمية المنصورة مدعوة للمشاركة في دورة دولية بالخارج. ما نوعية هذه الدورة؟ وفي أي بلد ستجري وقائعها؟ ❊ بالفعل نحن مدعوّون للمشاركة في أحسن دورة دولية في أوربا. وهي دورة لشبونة بالبرتغال، التي كانت من اختيار المديرية الفنية لأكاديمية المنصورة، والتي رأت فيها المنافسة المناسبة للاعبينا الشبان؛ لكي يرفعوا من مستواهم الفني، والتكتيكي، والبدني. الدورة يشارك فيها إلى جانب الجزائر، كل من أكاديميات نوادي أف سي بورتو، وجوفنتوس، وبنفيكا وليفربول.