جلسة الاستماع البرلمانية بالأمم المتحدة : الوفد البرلماني الجزائري يلتقي رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي    وزارة الصحة تحيي فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية ابتداء من يوم غد الأحد    عنابة تحتضن ندوة جهوية لتعزيز حوكمة الإدارة وتحسين علاقتها بالمواطن    انطلاق أشغال القمة ال 38 للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا    الكيان الصهيوني يواصل اعتداءاته على جنوب لبنان    وفاة شخص وإصابة آخر في حادث مرور بوهران    اتفاقية بين وزارتي المالية والفلاحة    برنامج أثر 70 سيكون خطة عمل سنة 2025    منصة يقظة لمتابعة إنتاج ومخزون أغروديف    التفجيرات النووية وصمة عار تلاحق فرنسا    الملايين على حافّة المجاعة في السودان    قبول 236 ملفاً للتصريح بالترشّح    إحباط محاولات إدخال 8 قناطير من الكيف    والي العاصمة يأمر بصبّ الإعانات المالية بداية من 15 فيفري    أبو عبيد البكري.. أكبر جغرافي الأندلس    اهتمام أممي بتجربة الجزائر    أديس أبابا : دعوة إلى إنشاء جبهة موحدة من أجل قضية العدالة ودفع تعويضات للأفارقة عن الجرائم التاريخية    انخراط إيجابي للنقابات لتعديل القانون الأساسي والنظام التعويضي    طواف الجزائر 2025: أجواء رياضة متميزة يصنعها الحدث الرياضي في مرحلته السادسة بالجلفة    طواف الجزائر 2025: الإريتري مايكيلي ميلكياس يفوز أخيرا في الجلفة وياسين حمزة دائما في الصدارة    اتفاق على استغلال فرص الاستثمار المتاحة    محرز ينال تقييما متوسطا    مدرب بوروسيا دورتموند يشيد بخليفة رامي بن سبعيني    بوبان يفتح النار على إدارة ميلان    المرافعة من أجل تسوية سياسية للنزاع بقيادة يمنية    صمت النظام المغربي "مخز ومهين" ولا يمثل الشعب    تقرير جديد يفضح انتهاكات الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية    نمو معتبر في نشاطي المحروقات والبضائع العامة    "الصرع" مرتبط بحالات وراثية والإدمان على الشاشات الذكية    مواقع التواصل الاجتماعي فضاء مجاني للوصفات العالمية    33 عملية تنموية ضمن ميزانية 2025    "بريد الجزائر" يوزّع 211 ألف بطاقة ذهبية    امرأة عشقت الجزائر ورفعت تاريخها القديم عاليا    "بشطارزي" يستذكر الألم    الدولة ملتزمة بدعم الفعاليات الثقافية    قمة رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء: إشادة بدور رئيس الجمهورية في خدمة القارة    دراجات: طواف الجزائر 2025: 78 دراجا عند خط انطلاق المرحلة السابعة ببوسعادة    فلسطين: 145 نائبا ديمقراطيا يطالبون ترامب بالتراجع عن مخططه التهجيري بغزة    تضامن وطني: اجتماع تنسيقي لإطلاق إستراتيجية وطنية لتعزيز حماية المرأة وترقية حقوقها    ثلاثة مرشحين لخلافة موسى فكي في منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي    عنابة.. افتتاح المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي    طاقة ومناجم: السيد عرقاب يبحث فرص التعاون مع نائب وزير الخارجية اليونانية    الصالون الدولي للبنايات الحديثة و التكنولوجيات الجديدة: التأكيد على الجمع بين الجهد الأكاديمي و الروح الاقتصادية من أجل تنمية مستدامة    مدير رياضي فرنسي يهاجم بلايلي    صادي المرشّح الوحيد لخلافة نفسه    صناعة الكتاب بالجزائر تشهد حركية    كيف كان يقضي الرسول الكريم يوم الجمعة؟    سايحي يواصل مشاوراته..    صناعة صيدلانية : قويدري يبحث مع نظيره العماني سبل تعزيز التعاون الثنائي    العرض الشرفي لمسرحية " عزف الضمير" بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي    وزير الصحة يستقبل وفدا عن النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبي    حكاية الحرف مع الذكرى والقصيدة مع الوجدان..!    وزير الصحة يستمع لانشغالاتهم..النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة تطالب بنظام تعويضي خاص    وزير الصحة يلتقي بأعضاء النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة للصحة العمومية    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"بشطارزي" يستذكر الألم
30 سنة على اغتيال مجوبي
نشر في المساء يوم 15 - 02 - 2025

قال المسرحي أحميدة العياشي إن الفنان الراحل عز الدين مجوبي كان ملهما لعدة تجارب مسرحية، ليطالب بقراءة للمرحلة التي مارس فيها مجوبي وآخرون الفن رغم خطر الإرهاب، وهو ما كلفهم حياتهم. أما المسرحي محمد شرشال، فنوّه بخصال مجوبي، وتواضعه، ومساعدته الدائمة للشباب.
تمر ثلاثون سنة على اغتيال الفنان المسرحي الفذ والرجل الشهم عز الدين مجوبي، الذي مايزال صوته يصدح في أرجاء المسارح الجزائرية. وبهذه المناسبة نظم المسرح الوطني "محيي الدين بشطارزي" ، نهاية الأسبوع الجاري، برنامجا تكريميا، تضمّن عدة محطات، استذكر فيها الحاضرون هذه القامة التي رحلت في أوج عطائها الفني.
وقدّم المسرحي أحميدة العياشي ورقة، قال فيها إن مجوبي شهد ميلادين في حياته؛ الأول حينما رأى النور عام 1945؛ أي تسع سنوات قبل اندلاع الثورة التحريرية؛ ولهذا فقد نمت في أعماقه بذور ثورية ترفض الظلم، وتبحث عن العدالة الاجتماعية، مضيفا أن مجوبي اشتغل من 1965 إلى 1968 في الإذاعة. واكتسب، بذلك، تجربة فنية. ثم عمل في السينما والتلفزيون، والمسرح الذي كان في سنوات الستينات والسبعينات، يميل إلى الالتزام السياسي والاجتماعي.
وتابع أنه في سنوات الثمانينات عرفت الجزائر منعرجا على كل الأصعدة، لتظهر بذلك التناقضات التي كانت مكبوتة، وهو ما خلق مناخا معيَّنا، تَحرك فيه المسرح، وتأثر به، لتنطلق مغامرة مجوبي مع مسرحية "الحافلة تسير" التي مارس فيها النقد الاجتماعي والسياسي، رافضا، في السياق، الظلم، وداعيا للحرية، ليضع مجوبي بهذا العمل، اللبنة الأولى للتحولات التي شهدها المسرح الجزائري. ثم مسرحية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" ، التي جاءت على نفس شاكلة الأولى.
وأضاف العياشي أن مجوبي شهد ميلادا ثانيا بعد أحداث 5 أكتوبر 1988 مع مسرح "القلعة" الذي أنتج عدة مسرحيات؛ مثل "العيطة" . كما كان له تأثير كبير على تمثيل الفنانة صونيا، وهو ما يُلاحظ في مسرحية "فاطمة" .
أما في بداية التسعينات فقد شهد ميلاد تعاونيات، أرادت أن يكون لها خطاب مستقل عن المؤسسات الرسمية، لتعيش الجزائر سنوات من العنف، انقسم فيها الفنانون إلى قسم ترك البلاد، وقسم لاذ بالصمت، وثالث اختار الفن شكلا من أشكال المقاومة.
وفي هذا السياق، أشار العياشي إلى اختيار مجوبي العيش في الخارج، ليعود بعدها إلى الجزائر؛ لتيقُّنه بضرورة المقاومة الفنية. وهنا التقى به المتحدّث أكثر من مرة، الأولى عام 1993 حينما طلب منه الاطلاع على نص مسرحي يريد ترجمته من الفرنسية إلى العربية. والثانية حينما التقى به في دار الصحافة حول المشروع نفسه، وكان ذلك في بداية عام 1994. والثالثة في مطعم بساحة أول ماي؛ حيث كان يريد إكمال تجربته "الحافلة تسير" من خلال مقاربة تراجيدية، لكن الأمر لم يتم بعد اغتياله.
أما المسرحي محمد شرشال فعبّر عن سعادته بمعرفته قامات مسرحية مثل عز الدين مجوبي. وحدث ذلك عندما كان يدرس في معهد التكوين العالي لإطارات الشباب عام 1986. وسُنحت له فرصة رؤية فريق عمل مسلسل الأطفال "الدويرة" ، الذي مثلت فيه أسماء كبيرة؛ مثل أمحمد بن قطاف، ودليلة حليلو، وأرسلان، وبالطبع عز الدين مجوبي، الذي كان يرتاح بعد التصوير وهو مرتدٍ زيّه "الديك" ، وكان يستقبل الشباب بصدر رحب، ويتحدث معهم، وحتى يوفر لهم المقاعد عندما يراهم يحومون حول المسرح الوطني الجزائري؛ بغرض مشاهدة العروض.
وذكر شرشال تواضع عز الدين مجوبي ليس مع الفنانين فحسب، بل حتى مع الجمهور. كما تحدّث عن إعجاب مجوبي بمسرحية شرشال التي كتب نصها وأخرجها رفقة حكيم دكار بعنوان "ميلوديا" ، وكيف أنه خجل أن يعرضها في مهرجان المسرح المحترف بباتنة؛ لأن مجوبي كان مشاركا هو الآخر بمسرحيته "عالم البعوش" ؛ فكيف له أن ينافس قامة مثل مجوبي؟! وهنا تدخّل هذا الأخير وطلب منه المشاركة في الفعالية، وتمنى له الفوز. كما دعاه لأن يأتي إلى المسرح الوطني؛ فمكانه هناك. وأضاف شرشال أنه عرض على مجوبي نصه "البركان" عندما كان مديرا للمسرح، وأن مجوبي قرأ نصه في 24 ساعة، وأُعجب به، لكن القدر كان أقوى؛ فقد اغتيل قبل تجسيد هذا النص على الركح!
وأشار شرشال إلى اعجابه الشديد بمسرحية "حوينتة" لعز الدين مجوبي، مؤكدا أنه لو عاش مجوبي لكان مثل المسرحي الشهير بيتر بروك. كما تذكّر يوم سماعه خبر اغتيال مجوبي الذي نزل عليه كالصاعقة، وهو نفس الإحساس عندما بلغه نبأ اغتيال علولة. وبالمقابل، تحدّث المدير الفني للمسرح جمال قرمي، عن التحاقه بمعهد برج الكيفان، وكيف أنه أراد أن يخبر مجوبي بالأمر، خاصة أنه سبق له أن تحدّث معه عن ذلك، إلا أنه لم يستطع بفعل اغتيال هذه القامة الفنية والإنسانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.