ستكون انظار عشاق الكرة المستديرة مشدودة اليوم إلى ملعب " كانكولا" الذي يحتضن مباراة هامة ومثيرة تجمع المنتخب الزامبي بنظيره المصري، لحساب الجولة الخامسة من التصفيات المشتركة لكأسي العالم و افريقيا 2010. أهمية هذه المباراة تكمن في ان نتيجتها ستحدد بشكل كبير، نسبة تأهل منتخبات المجموعة الثالثة إلى الدورة النهائية لكاس العالم وأمم افريقيا 2010، وهو ما يوحي بأن التنافس بين الزامبيين والمصريين سيحتدم بشكل كبير خاصة و ان أهداف التشكيلتين متباينة في هذا اللقاء، ف"التمسايح" التي خرجت من سباق المونديال بعد انهزامها في الجزائر، يكفيها الحصول على نقطة واحدة لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى دورة انغولا الإفريقية، في حين يختلف الأمر تماما بالنسبة للمصريين الذين ليس أمامهم من حل أخر للاستمرار في سباق جوهانسبورغ سوى انتزاع النقاط الثلاث. وبنظر النقاد، تبدو المباراة متكافئة ومن الصعب تحديد الفائز فيها، بالرغم من ان عدة عوامل ترشح الزامبيين لتحقيق هدفهم، حيث يستقبلون بملعبهم وأمام جمهورهم، ويعطي ذلك الانطباع انه لا يمكن للزامبيين ان يضيعوا هذه الفرصة للعودة من جديد إلى الساحة الكروية الإفريقية. وسيستفيد الزامبيون في لقاء اليوم من أفضلية معنوية كبيرة على خصومهم المصريين، بعدما فرضوا عليهم نتيجة التعادل في لقاء الذهاب بالقاهرة، بل كادوا ان يلحقوا بهم الهزيمة بالنظر الى سيطرتهم على مجريات اللعب في الشوط الثاني. كما تعرف التشكيلة الزامبية تجنيدا كبيرا منذ التصريحات الأخيرة لرئيس البلاد، الذي حث الجميع على ضروروة انتزاع الانتصار، وذهب إلى حد تهديد رئيس الاتحادية المحلية كالوشا بواليا، بالإقالة في حالة الإخفاق، مما دفع بهذا الأخير إلى التراجع عن التصريحات التي اشاد فيها بالمنتخب المصري، حيث ينتظر ان يرمي لاعبو المدرب رونار بكل ثقلهم في المباراة بعد استفادتهم من تحفيزات مالية معتبرة اقرها الرجل الاول في زامبيا. وكان المدرب رونار قد صرح قبل ساعات قليلة من هذا اللقاء، انه مرتاح للتحضيرات التي أجرتها تشكيلته وان عناصره على استعداد تام للإطاحة ب"الفراعنة"، حيث قال: "المباراة ضد مصر تكتسي طابعا خاصا لمنتخبنا الذي لا يمكن له ان يفوت على نفسه هذه الفرصة للحسم نهائيا في مسالة التأهل إلى نهائيات كاس أمم افريقيا ولو ان المهمة لن تكون سهلة، حيث ندرك تمام الإدراك ان المصريين درسوا كل نقاط قوة وضعف تشكيلتنا من اجل مخادعتنا، وهو الأمر الذي أرغمنا على إدخال بعض التغييرات على طريقة اللعب التي انتهجناها في المباريات السابقة.. أنا متأكد من ان لاعبينا يملكون ثقة نفسية أحسن من اللاعبين المصريين، بعدما فرضنا عليهم نتيجة التعادل في القاهرة، وهو العامل الذي ركزت عليه بشكل كبير وأقنعت إأشبالي بضرورة أخده بعين الاعتبار لكي يخوضوا اللقاء برزانة كبيرة. ومثلما درسوا خطتنا، فنحن أيضا ندرك أين يوجد الخلل داخل التشكيلة المصرية، وكيف سنتعامل مع مباراة اليوم، وأظن ان لاعبيها سيعانون من الضغط أكثر منا، حيث يتحتم عليهم الفوز للحفاظ على حظوظهم في التأهل الى المونديال وعلينا استغلال هذا الجانب للإطاحة بهم". تفاؤل كبير لدى المصريين
أما الجانب المصري، فيسوده تفاؤل كبير بتحقيق الانتصار بالاراضي الزامبية، حسب التصريحات الاخيرة للمدرب حسان شحاتة، الذي قال انه انتهى رفقة لاعبيه من دراسة نقاط قوة و ضعف المنافس.. مؤكدا ان هذا الأخير يوجد في متناول منتخبه. تصريحات تؤكد بوضوح ان المصريين يريدون التأثير نفسيا على الخصم لإدراكهم ان المهمة لن تكون سهلة فوق أرضية الميدان. ولم يخف شحاتة رغبته في الاعتماد كلية على الهجوم الذي يبقى بالنسبة إليه الخيار الوحيد أمام لاعبيه من اجل تحقيق الانتصار، حيث قال انه سيسعى إلى توظيف كل وراقه للتأثير على الفريق الزامبي ومن ثم ايجاد الثغرات في دفاعه. ويرى الملاحظون ان المصريين يراهنون على فتح باب التسجيل مبكرا اذ ان ذلك سيسمح لهم بالتحكم في المباراة وارغام الخصم على فتح اللعب. ومثلما كان الحال في المباراة الأخيرة ضد رواندا، سيطلب شحاتة من لاعبيه اللعب بتضامن كبير من اجل تفادي وقوع أي تفكك في صفوف المنتخب، الذي سيدخل ارضية ميدان " كونكولا" بالعناصر التي أظهرت استعدادا بدنيا ومعنويا كبيرين في التحضيرات الأخيرة، وهو ما دفع بحسن شحاتة الى عدم الكشف مسبقا عن الفريق الذي سيواجه به منتخب زامبيا.