انطلقت أمس بجامعة قاصدي مرباح بورقلة أشغال الملتقى الوطني المتضمن موضوع "بيداغوجيا التعليم العالي"، بمبادرة من نيابة مديرية التنشيط وترقية البحث العلمي والعلاقات الخارجية والتعاون.ويتمثل الهدف من هذا اللقاء -حسب المنظمين- في البحث عن سبل ترقية الأداء للأستاذ الجامعي من خلال تسليط الضوء على جانب التدريس والعلاقة التي تربط بين الأستاذ والطالب. ويحتاج الأستاذ الجامعي وباعتباره ركيزة العملية التربوية -كما أوضح مدير الجامعة الدكتور أحمد بوطرفاية- في كلمته الافتتاحية إلى تقويم دائم للأداء الأكاديمي بما يسمح له بتطوير الأداء لاسيما من حيث المهارات الذاتية والقدرات المعرفية وترقية خبراته في مجال التدريس. ومن المهم -كما أشار نفس المتحدث- أن يتم اعتماد هذا التوجه البيداغوجي باعتبار أن الأستاذ الجامعي يتحمل مسؤولية معنوية وأخلاقية كبيرة تجاه الطلبة وإزاء الوطن لكونه يحمل رسالة التنوير وتعليم الأجيال المتخرجة من الجامعة والتي تعتبر المرحلة التعليمية الأخيرة في مسار التكوين والتحصيل العلمي للطالب. وركز المتدخل على ضرورة توفير المناخ الملائم للأستاذ الجامعي، مبرزا أهمية التوافق المهني والاجتماعي التي تتمثل في تلبية الحاجيات العلمية والاجتماعية لهذا العنصر بما يسمح بتجسيد طموحاته وحين ذاك "نضمن الأداء الجيد لرسالة التدريس في الجامعة". وألقيت أول مداخلة علمية في هذا الملتقى للدكتور قريشي عبد الكريم من قسم علم النفس والتي تحمل عنوان "مواصفات المدرس الجامعي" مقدما في مستهلها تعريفا وافيا لرسالة التدريس وأسسها وأهدافها. وأكد المحاضر بأن "التدريس مهمة شاقة بالنظر لما تحتاج إليه من جهد فكري وبدني وأن هذه المهمة النبيلة تصنف في المجتمعات المتطورة في المرتبة الثانية بعد وظيفة المحاسبة". وقدم الأستاذ قريشي عرضا وافيا حول الفرق بين التعليم والتدريس، هذا الأخير الذي يعتمد كلية على طريقة التفاعل بين الأستاذ والطالب مما يتيح للمتلقي فرصة الحوار ومناقشة الأفكار على خلاف التعليم الذي يعتمد على قاعدة التلقين. وأشار المتدخل الى أن ما وصفه ببعض أوجه "الإخفاقات" الحاصلة في مهمة التدريس بالجامعة قد خلفت جملة من الآثار السلبية في أوساط الطلبة مما يتعين -كما أضاف- تدارك الوضعية من خلال الاهتمام وبشكل أفضل بهذه الرسالة قبل اعتبارها وظيفة. وستتواصل أشغال الملتقى بإلقاء مداخلات لأساتذة سيتطرقون بالاساس إلى المحتوى الدراسي الجامعي وأهمية التكوين البيداغوجي للأساتذة الجدد وطرق تقييم العملية التعليمية لديهم والأداء البيداغوجي للأستاذ الجامعي من وجهة نظر الطلبة. كما يتطرقون إلى المسؤولية الأخلاقية للأستاذ الجامعي وقراءة نقدية للعلاقة البيداغوجية بين الأستاذ والطالب والدور البيداغوجي للأستاذ الجامعي في ظل نظام "أل، أم دي".