جدد وزير الصناعة وترقية الاستثمار السيد عبد الحميد تمار، أول أمس، بسطيف مسعى الحكومة الرامي إلى تقوية الإنتاج في العملية الصناعية، داعيا جميع المتعاملين الاقتصاديين المساهمة في تحسين صورة التعاملات الصناعية والتجارية وفرض المنطق الصناعي الجزائري على السوق العربية والعالمية. وأوضح السيد تمار خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى بعض الوحدات بالمنطقة الصناعية بالولاية، أنه قد أصبح من الضروري اليوم "دعم المستثمرين الاقتصاديين لتقوية الإنتاج الجزائري"، مشيرا إلى ضرورة "تحسينه وتنويعه" . وفي هذا الصدد أكد السيد تمار أن المستثمر الجزائري داخل أرض الوطن هو الكفيل بإنهاء زوبعة الاستثمار الخارجي الذي بات يمثل النسبة الأكبر فاقت 53 بالمائة، رغم أن الواقع كان يفرض ألا تتعدى فيه نسبة الاستثمار الخارجي 49 بالمائة، وهي نسبة توحي بأن المستثمرين المحليين عاجزين على صناعة استثمار يضاهي ما هو معاش في الدول الأخرى بما فيها دول الجوار. وأشار الوزير إلى أن الحكومة توفر جميع الإمكانيات وتضعها في متناول المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين خدمة للإنتاج المحلي وترقيته، معبرا بالمناسبة عن ارتياح وزارته لما يجري تحقيقه في مجال العملية الصناعية بالجزائر عامة وبخاصة بولايتي سطيف وبرج بوعريريج هذه الأخيرة التي زار بها بعض من الوحدات الصناعية الأربعاء الفارط. وكان السيد تمار تفقد خلال زيارته مجموعة من الوحدات الصناعية الاستثمارية منها المصنع الجديد لعلامة "سامسونغ" الكورية للأجهزة الكهربائية والكهرومنزلية "سامحة" التابعة لمجمع "سيفيتال" الذي وضع حجر أساسه سنة 2008 سفير دولة كوريا الجنوبية بالجزائر، ويعد هذا المشروع الذي دخل حاليا مرحلة الإنتاج التجريبي واحدا من "أهم وأكبر" المشاريع التي استفادت منها ولاية سطيف في مجال الاستثمار حيث من المنتظر أن يشرع في عملية الإنتاج الفعلي في "غضون الأسابيع القليلة القادمة" حسبما أفاد به مسؤولوه. ويشغل مصنع "سامحة حاليا" 760 عاملا كمرحلة أولى، حيث يعتزم رفع عدد العمال مستقبلا إلى 1.500 ثم إلى 3.000 عامل يعملون في إنتاج آلات كهرومنزلية مختلفة منها الثلاجات والتلفاز وأجهزة استقبال البرامج التلفزيونية الفضائية الرقمية. وزار السيد تمار كذلك مصنع التغليف " أغرو فيلم" التابع لمجموعة خنفري الذي ينتج سنويا حوالي 10 آلاف متر مربع من البلاستيك الموجه لتغليف مختلف المواد الاستهلاكية ويشغل 200 عامل. كما استمع إلى شروح حول مشروع "البرج العالي" بوسط مدينة سطيف الذي حدد تاريخ انطلاق أشغاله في "مارس 2010"." كما تفقد الوزير وحدات أخرى تعمل في مجال صناعة الآلات الكهربائية والكهرومنزلية وأخرى في مجال صناعة الهياكل والنوافذ والأبواب المعدنية والخزف، حيث دعا مسؤوليها إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود والتركيز على تكوين العمال بغرض إدماجهم في العملية الصناعية. وخلال تواجده بالمنطقة الصناعية بسطيف، أكد تمار أن ولاية سطيف حققت نجاحا كبيرا في عدة مجالات بدليل تطوير البنى التحتية والصناعية على وجه التحديد ومساهمة الولاية في ترقية عدة صناعات على غرار الصناعات الالكترونية والخزفية وكذا الصناعات التقليدية.