أكد وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى أمس على ضرورة مراعاة الاستثمارات الأجنبية في ميدان المشاريع السكنية والعمران المقررة في المخطط الخماسي 2009 - 2014 بالأخذ بعين الاعتبار العوامل الجيولوجية، ودراسة خصوصيات الطبقات الأرضية، باعتبار أن 70 بالمائة من الساحل الجزائري عرضة للنشاط الزلزالي. وأضاف نور الدين موسى خلال أشغال مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي الذي احتضنه نزل "الهيلتون" بحضور سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر السيد دافيد بيرس، ورجال أعمال من الغرفة الجزائريةالأمريكية للصناعة أن الجزائر مستعدة لتعزيز الشراكة مع الأجانب لاسيما الأمريكيين لدراسة النشاطات الأرضية كالزلازل، بالطريقة التي تضمن سلامة المباني والعمارات وإعطائها طابع الديمومة. كما أوضح وزير السكن والعمران أنه قد تم إبرام عقود اتفاق مع المستثمرين الأجانب والأمريكيين على وجه التحديد بهذا الخصوص، موضحا أن قدوم وفد المستثمرين الأمريكيين إلى الجزائر والمكون من 15 مجمعا متخصصا في البناء من شأنه تعزيز خبرة المؤسسات الجزائرية الناشطة في الميدان. وقال السيد موسى أنه تم اطلاع الوفد الأمريكي بهذا البرنامج الضخم الذي يضم عدة قطاعات أخرى على غرار السدود، الطرقات، الجسور والأنفاق... لإبراز تقنياتهم في هذا المجال، لاسيما من جانب النشاط الزلزالي، الذي أصبحت الجزائر من خلاله -حسب الوزير- تتحكم أكثر في تأطير التقنيات لمواجهة الظاهرة. وفي هذا السياق، شدد المتحدث على ضرورة تمتع الشركات الجزائرية والمستثمرين المحليين في مجال البناء والتعمير بالتكوين والتأهيل اللازمين، لكونهما المعيار الوحيد لضمان التطور والمنافسة في مشاريع الاستثمار. وأشار الوزير موسى الى الخصائص التقنية التي تتمتع بها منشآت الهياكل المعدنية لاسيما في مواجهتها للنشاطات الزلزالية، والتي قال عنها الوزير أنها أكثر ملاءمة لمشاريع السكن للساحل الجزائري. مؤكدا مواصلة سياسة الحكومة في إعادة ترميم المباني والسكنات على مستوى عدة ولايات من القطر الوطني كالجزائر العاصمة 77 ألف بناية بقيمة 5 ملايير دج، إضافة الى تجديد 200 بناية بولاية وهران بغلاف مالي يقدر ب3 ملايير دج. كما سيتم حسب الوزير في إطار هذا البرنامج الخماسي عصرنة العديد من المدن بالتنسيق مع المرقين العقاريين، وانجاز وحدات ومصانع للجبس بالغرب الجزائري، لضمان إنتاج 20 مليون متر مربع سنويا من صفائح الجبس التي تستعمل في مشاريع البناء. وبخصوص اعادة تأهيل المؤسسات العمومية، أكد السيد موسى أنها ستعمم تدريجيا على كافة المؤسسات ذات الطابع العمومي لتحقيق الفعالية خلال عمليات الشراكة والاستثمار مع الأجانب. ومن جهته، أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر السيد دافيد بيرس أن لقاء مجلس رجال الأعمال الجزائري-الأمريكي من شأنه العمل على ديمومة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مضيفا أن العمل سويا في تطوير منظومة البناء والسكنات في الجزائر يدخل في إطار تطوير الخبرات والقدرات الجزائرية في هذا المجال. كما أضاف السفير الأمريكي بالجزائر أن البرنامج الخماسي 2009 -2014 الخاص بالسكن والبناءات الاستراتيجية يعد برنامجا طموحا، حيث ستشهد الجزائر قدوم عدة بعثات أمريكية تدخل في إطار الاستثمار، ونقل التكنولوجيات الحديثة والمعارف. وفي إطار هذا البرنامج الخماسي، قدم مدير الطرق بوزارة الأشغال العمومية السيد نسيب حصة القطاع من هذا البرنامج غاية 2025، مشيرا الى برمجة 5500 كلم من الطرقات السريعة إضافة الى 1812 مشروعا في مختلف المجالات، إضافة الى 1300 كلم بالنسبة لطرق الهضاب العليا، 62 مشروع للموانئ، و868 مشروعا بالنسبة للمنشات الفنية وهذا بغلاف مالي يقدر ب58 مليار دولار. ومن جهته، أكد رجل الأعمال الجزائري صاحب مشروع "الجزائر مدينة" ومدير مجمع "دحلي" للإعمار السيد عبد الوهاب رحيم خلال مداخلته أن مجمعه بصدد دراسة مشروع انجاز جامعة عليا للدراسات التطبيقة المماثلة لنظيرتها ببيروت، وهذا قصد تكوين إطارات ومهندسين أكفاء في مجال البناء والتعمير في مجال انجاز المشاريع الاستراتيجية، كمشروع "الجزائر مدينة" الذي قال عنه السيد عبد الوهاب انه يبقى من أهم المشاريع التي تتطلع اليها الجزائر في الألفية الثالثة.