حظي السفير الجزائريبالقاهرة السيد عبد القادر حجار باستقبال شعبي حار مساء أول أمس لدى وصوله القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي، وأعلن ممثل الجزائر لدى الجامعة العربية للصحافيين أنه عاد في عطلة وسيرفع تقارير حول حيثيات الأحداث التي استهدفت الجالية الجزائرية بمصر وكذا السفارة إلى رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية. ووصل السيد حجار مساء أول أمس في حدود الساعة السابعة والربع وكان في استقباله مسؤولون في الدولة من بينهم وزير العلاقات مع البرلمان السيد محمود خوذري ووجوه رياضية من بينها الرئيس الحالي لمولودية الجزائر السيد صادق عمروس، والرئيس السابق لشباب بلوزداد السيد يحي حساني ووجوه فنية. وفي تصريحات للصحافيين الذين تنقلوا الى مطار هواري بومدين قال السيد حجار إنه جاء لقضاء عطلته السنوية مع أهله لنسيان الأحداث التي تعرضت لها الجالية الوطنية بمصر وتلك التي استهدفته هو شخصيا، ونفى أن تكون عودته هذه تدخل في إطار الرد بالمثل على إقدام سلطات القاهرة سحب سفيرها بالجزائر بغرض التشاور، وأكد أنه سيلتحق بمنصبه فور انتهاء فترة إجازته وقال "سأبقى تحت تصرف السلطات الجزائرية بصفتي سفيرا لها بالقاهرة". وحمل السفير الجزائري وممثلها الدائم بالجامعة العربية حسب ما أكده للصحافيين تقارير حول حيثيات الأحداث التي جرت في القاهرة والتي كانت الجالية الوطنية بالخارج والسفارة ورموز الشعب الجزائري ضحية لها، وينتظر أن يحظى باستقبال من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لاطلاعه حول حقيقة ما جرى، وأضاف في هذا السياق أنه سينتقل خلال إقامته بالجزائر إلى وزارة الخارجية لتسليم التقارير التي بحوزته والحديث مع المسؤولين حول كافة التطورات، رغم أن السفارة كانت ترسل تقارير يومية من القاهرة. وحول وضعية الجالية الوطنية بمصر بعد مرور قرابة شهر من المقابلة، والحملة ضد الجزائر ورموزها تحدث السيد حجار عن عودة الأوضاع نسبيا إلى سابق عهدها، وأرجع ذلك الى الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس المصري حسني مبارك. وحسب السفير فإن الحملة الإعلامية المصرية ضد الجزائر ورموزها هي كذلك بدأت تتراجع تدريجيا، ودعا الإعلام الجزائري إلى التهدئة، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن يتعامل الإعلام الجزائري بحزم مع هؤلاء "إذا ما عاودوا الكرة من خلال التهجم علينا" وقال "إذا عادوا عدنا"، وأبدى في هذا السياق أسفا كبيرا لانخراط بعض المسؤولين المصريين في تلك الحملة الإعلامية وفي مقدمة هؤلاء وزير الإعلام السيد أنس الفقي. وبالنسبة للسيد حجار فإن الجزائر لا يمكنها ان تنسى ما صدر من شتائم ومساس بالشعب الجزائري ورموزه وخاصة الثورة التحريرية وندد في هذا الإطار بإقدام المحامين المصريين على حرق الراية الوطنية. في سؤال حول ما إذا كانت الجزائر مستعدة للاستجابة لمطلب الاعتذار الذي رفعته السلطات المصرية كشرط لإعادة العلاقات الثنائية الى سابق عهدها، رد الدبلوماسي الجزائري بنوع من التهكم، ووصف هذا المطلب بالغريب وقال إن الجزائر لن تعتذر "لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد لأنها لم تخطئ في حق الشعب المصري وقيادته"، وأوضح أن الطرف الآخر هو الذي اعتدى على الجزائريين وليس العكس. وفي ردّه على سؤال يتعلق بموقف الجزائر من بقاء السفير المصري في القاهرة ورفضه العودة، أوضح السيد حجار أن السلطات المصرية لها كل الحرية في استدعاء سفيرها وعدم اتخاذ قرار عودته إلى منصبه، وحول إمكانية الرد بالمثل أشار إلى أن القرار يعود إلى السلطات العليا في البلاد أي الى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وأوضح أن الجزائر لم تتعامل بانفعال مع كل ما حصل بل فضلت التعامل مع ما جرى بحكمة، واثبت الوقت أن هذا الموقف كان الأصح خاصة وأن الأمر يتعلق بمقابلة كرة قدم.