يفتتح صباح اليوم، بالنفق الجامعي الملتقى الدولي محمد بن أبي شنب الذي ينظمه قسم اللغة العربية وآدابها وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور مائة سنة على تأسيس جامعة الجزائر من 15 إلى 17 ديسمبر الجاري. تحتفل الأسرة العلمية الجزائرية بمرور مائة سنة على تأسيس الجامعة الجزائرية التي أثمرت أعلاما تركوا بصماتهم واضحة على الساحة العلمية العربية والدولية ومن بين العلماء الذين أعطوا للشخصية الجزائرية العلمية حقها العلامة محمد بن أبي شنب، الذي يعد "شخصية متعددة الجوانب لافتة للنظر في تاريخ الجزائر الثقافي الحديث، حيث جمعت هذه الشخصية الفذة بين الأصالة والحداثة، وبين التراث والمعاصرة مظهرا وسلوكا وعلما". ونظرا لأهمية هذه الشخصية العلمية البارزة ارتأت جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة قسم اللغة العربية وآدابها تنظيم ملتقى دولي يليق بهذه الشخصية حددت محاوره في سبع ركائز أساسية، السيرة الذاتية، ابن أبي شنب وحركة الاستشراق، قارئا للتراث العربي، أبي شنب والدراسات اللغوية، الترجمة والدراسات المقارنة، الحياة الثقافية في الجزائر وفي البلدان المغاربية، ابن أبي شنب ومسألة التأسيس لدراسة الثقافة الشعبية. محمد بن أبي شنب يعد دائرة معارف عربية متنقلة بالإضافة الى الثراء المعرفي والثقافي بآداب اللغات الأخرى التي كان يتقنها ويكتب محاضراته ومقالاته بها، فهو علامة متعدد اللغات متغلغل في الثقافات خصوصا الثقافة الشعبية والثقافة العربية التراثية، وهذه الثقافة الشعبية والعربية التي اهتم بها محمد بن أبي شنب لم تكن وليدة الصدفة بل كانت عن وعي وتخطيط علمي مدروس له أهدافه خصوصا وأن الجزائر كانت ترزخ حينها تحت ثقل الاحتلال الفرنسي البغيض بكل أبعاده الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، ولهذا اهتم بن أبي شنب بالثقافة الشعبية ولم يكتف بالكتابة عنها والتأسيس لها، بل جعل منها شخصية سلوكية ومظهرية تأكدت في أخلاقه وأعماله وملبسه الذي يميزه عن شخصيات الثقافات الأخرى التي تعامل معها كجزائري. ومن هنا يأتي الدور العظيم الذي قام به بن أبي شنب حيث لم يرم بعقله في أحضان أفكار المستعمر، بل جعل بينه وبينها حاجز الدين والسلوك والعادات والتقاليد دون أن يرفض ثقافته والتشبع بمنجزاته العلمية والثقافية والاستفادة منها، بل والكتابة بلغة المستعمر ولغات أخرى وهذا كله إن دل عن شيء فإنما يدل على تفتح هذه الشخصية الجزائرية على كل ما هو علمي مفيد دون افراط أوتفريط وذلك بوضع ضوابط سلوكية ودينية تتميز بها الشخصية الجزائرية بندية ومزاحمة فكرية للآخر وليس التلاشي فيه. لهذه الأسباب التي أجمعت في شخصية العلامة محمد بن أبي شنب واظبت جامعة الجزائر على عقد الندوات والملتقيات الدولية للتعريف بهذه الشخصية العلمية ومن خلالها التعريف بالشخصية الجزائرية المتميزة.