الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد يقدم الفروض قبل الكتب تسود حالة من الاستياء والفوضى في أوساط الطلبة الراغبين في متابعة دراستهم عن بعد، بسبب الصعوبات التي تعترضهم يوميا بالديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد الكائن بساحة أول ماي، سواء في الحصول على الكتب أو الفروض أو حتى في الاستفسار عن بعض الأمور البيداغوجية، ككيفية متابعة الدروس أو الحصول على وثيقة ما، وما لم يجدوا له إجابة على موقع الديوان الذي خصصه للطلبة.. ورغم انتهاء التسجيلات في شهر نوفمبر الفارط، إلا أن المدخل الرئيسي للمركز مازال يشهد يوميا تزاحما وتدافعا كبيرين للطلبة، الذين يقصدونه من العاصمة وبعض المناطق المجاورة كتيبازة، البليدة، القليعة وغيرها. وحسب بعض هؤلاء الطلبة الذين التقنيا بهم، فإنهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى المركز لتسلم الكتب أو الاستفسار عن الدروس والفروض، إلا أنهم يقضون يومهم أمام مدخل المركز دون الحصول على أدنى معلومة نظرا لتجاهل العاملين بالمركز لهؤلاء الطلبة، حسب قولهم، وهو ما يعكس حالة الفوضى التي تشاهد يوميا أمام المركز. للعلم، بعض كبار السن من أولياء الفتيات القاطنات خارج العاصمة، هم الذين يتحملون مشقة التنقل إلى أول ماي نيابة عن بناتهم للحصول على الكتب أو بعض الوثائق المدرسية الضرورية أو تسليم الفروض أو الاستفسار عن أقرب مركز من مسكنهم، إلا أنهم لا يحظون بأي استقبال ولا يسمعون - كما قالوا - إلا عبارة »عد في يوم آخر«. وحسب العديد من الطلبة، فإن المركز الوطني للتكوين عن بعد حدد يوم 20 ديسمبر آخر أجل لتسليم الفروض رغم أنهم لم يتحصلوا بعد على الكتب بسبب عدم تمكنهم من سحب شهادة التسجيل الضرورية لتسلم الكتب رغم انهم قاموا بالتسجيلات عبر الأنترنت في الوقت المحدد، لكنهم كلما رجعوا إلى الموقع الإلكتروني للحصول على الشهادة وجدوا عبارة : ليس بعد الملف في طور الدراسة، ونظرا لهذا التأخر، فإن الطلبة الذين لم يطلعوا حتى على الدروس، وجدوا أنفسهم غير قادرين على حل الفروض مما يرهن مستقبلهم الدراسي، خاصة أقسام الامتحانات، ناهيك عن أن آخرين لم يستلموا لا الفروض ولا الكتب!! وقد عبر لنا بعضهم عن التفكير في التخلي عن مواصلة التعليم عن بعدم، رغم الأموال التي صرفوها، لاسيما وأن معظمهم من البطالين بسبب البيروقراطية واللانظام. للإشارة، فإن بعض نوادي الأنترنت القريبة من مراكز التكوين عن بعد، خاصة بساحة أول ماي أصبحت تتعامل فقط مع طلبة المركز ممن لا يحسنون استخدام شبكة الإعلام الآلي، حيث تتكفل بتسجيلاتهم وسحب وثائقهم المدرسية وأسئلة الفروض الخ... ويبقى الطالب في اتصال مع نفس نادي الأنترنت ليمده بما يريد من معلومات في ضوء عدم امتلاك الطالب لبريد إلكتروني خاص به، مما جعل العديد من هؤلاء الطلبة يصطفون في طوابير طويلة لساعات وساعات في انتظار دورهم للاطلاع على الجديد، وهو ما نشاهده في نادي الأنترنت القريب من المركز الوطني للتعليم عن بعد بساحة أول ماي.