يبدو أن مقاطعة الفنانين الجزائريين للتظاهرات الثقافية في مصر والامتعاض من صناعها وممثليها ليس حكرا على بلادنا بل لقد سبقته دعوات من بعض الأشقاء خاصة من تونس حيث كان بعض ممثليها وفنانيها قد دعوا عقب الموسم الصيفي لسنة 2009 إلى استبعاد أو التقليل من التواجد الفني العربي خاصة المصري منه في التظاهرات والمهرجانات بتونس ولعل الفنان التونسي الكبير قاسم الكافي هو من حمل لواء هذه المبادرة حيث أشار في إحدى لقاءاته الأخيرة إلى إعطاء الفرصة والدعم لفناني تونس والمغرب العربي الذين يمثلون تراثا وروحا واحدة بدل اللهث وراء فنانين صنعتهم الدعاية والأضواء في مصر ولا علاقة لهم بالفن بل وراح يهاجم حتى الفنانين التونسيين المقيمين في القاهرة والذين يأتون بالفن المشرقي ليسوقوه في بلدهم بأموال العملة الصعبة ولايدركون أنهم بذلك يسيئون لوطنهم. للتذكير فإن نفس المواقف تبناها عبر التاريخ الحديث فنانو المغرب العربي الذين يفتخرون بفنهم الذي حول إلى روائع عالمية تؤدى من بكين الى باريس والولايات المتحدة الأمر الذي لم يحققه فن عربي آخر، ولعل من أهم مواقف الاعتزاز موقف الراحل أحمد وهبي الذي رفض لقب "عبد الوهاب المغربي العرب لأنه أحس بتبعية ما تجاه الآخر، وكذلك موقف الفنان المغربي الكبير عبد الهادي بلخياط الذي رفض عرضا من الراحل محمد عبد الوهاب عندما دعاه إلى الاقامة في مصر وأداء الأغنية المشرقية، لقد رفض فورا وفي حضور الملك الراحل الحسن الثاني مفتخرا بفنه المغاربي، وهكذا استطاع فنانون كالدكالي ودرياسة، وبلخياط وصليحة التونسية وغيرهم أن يمثلوا المغرب العربي بفنه ولا يحتاجون إلى النصف الآخر من الوطن العربي.