أشار وزير السكن والتعمير السيد نور الدين موسى إلى أن الجزائر شرعت في تنفيذ برنامج لتحسين إطار حياة المواطن من خلال العمل على توفير سكن مستوفي لضروريات الحياة من مرافق عمومية ومنشآت اقتصادية واجتماعية مذكرا بالتجارب المختلفة التي مرت بها. وقال موسى أمس خلال ترؤسه الدورة ال26 لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب أنه بالرغم من تسجيل الجزائر لبعض النقائص التي تعمل على استدراكها، سجلت العديد من الجوانب الإيجابية حيث تنوّعت المشاريع وتعدّدت البرامج وفق المعطيات الجيوفيزيائية والمناخية والجغرافية المتنوعة بالبلاد من الشريط الساحلي الى المناطق الجبلية مرورا بمناطق الهضاب والسهوب الى المناطق الصحراوية أقصى الجنوب، وقال أن الجزائر قد نفذت طيلة الخمس سنوات الماضية 2005 - 2009 برنامجا هاما موجها لشرائح مختلفة من المجتمع وخاصة ذوي الدخل المحدود والمتوسط، وذلك كما أوضح في إطار سياسة الدعم المباشر وغير المباشر للحصول على سكن لائق يضمن الحياة الكريمة للمواطن. وذكر في هدا الشأن "ان إشكالية القضاء على العشوائيات أو ما يسمى بالسكن الهش في الجزائر تحظى بأقصى اهتمام من السلطات العليا للبلاد، مشيرا إلى أنه منذ ثلاث سنوات تم تسجيل برنامج يتكون من 340000 وحدة سكنية للقضاء على المدى المتوسط على هذا النوع من السكنات. وأشار في هذا الصدد إلى إشراك القطاع الخاص في عملية إنجاز السكن اللائق لشرائح كبيرة من المجتمع. كما أبرز وزير السكن والتعمير الجهود المبذولة من قبل المجلس من إجل بلورة منظومة عربية لتشييد السكن اللائق ومنخفض التكاليف للمواطن العربي. وأشار الوزير إلى البرنامج التنفيذي الذي أقرّه المكتب التنفيذي للمجلس لمتابعة تكليفات القمة الاقتصادية العربية في مجال الإسكان والتعمير خاصة ما يتعلق بتوفير السكن الاجتماعي منخفض التكاليف والقضاء أو الحد من انتشار ظاهرة العشوائيات وكذلك توفير مناخ مناسب لشراكة حقيقية بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص في تمويل المشاريع الإسكانية، مشيرا إلى الأهمية التي توليها الجزائر لمتابعة تنفيذ قرارات هذه القمة. وأكد الوزير على ضرورة إدراج البعد النوعي في الإنجازات في مجال البناء والتعمير بما يتناسب مع التراث والحضارة والشخصية العربية إلى جانب الحرص على إدخال التقنيات الحديثة والاعتناء بالجانب البيئي، مشيرا إلى أن جائزة مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب هي ترجمة ميدانية لتحفيز وتشجيع المتعاملين العرب للمزيد من الجهود قصد تحقيق القفزة النوعية المرجوة. وبعد أن ذكر في سياق كلمته بالنتائج التي حقّقها المجلس طيلة العشرية الماضية خاصة منها الإنجازات في إعداد وتحديث الكودات العربية الموحدة للبناء والتي تعد حسبه لبنة وأداة فعّالة لتحرير تجارة خدمات التشييد والخدمات المتصلة قال أن المجلس مدعو للاضطلاع والاعتماد على المسودات النهائية لخمس كودات عربية موحدة. وأضاف أن المجلس مقبل أيضا على استكمال العمل في هذا المجال بإعداد كودات المرحلة الثامنة التي تتضمن ست كودات مما سيعزز الرصيد العربي الموحد في الكودات ليصل في غضون سنة أو سنتين إلى 30 كودا. ودعا السيد نورالدين موسى الوزراء العرب إلى إيلاء الأهمية للقطاع العقاري في الدول العربية ودراسة تداعيات الأزمة المالية على هذا القطاع مما يستوجب حسبه الأخذ بالحسبان التعامل مع السوق العقارية ومعرفة تفاصيل تداعيات الأزمة المالية والتوجهات والتدابير الواجب اتخاذها لحماية قطاع العقارات في الدول العربية. وفي سياق حديثه تطرّق الوزير إلى الانعكاسات السلبية للكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات وغيرها على قطاع الإسكان في الدول العربية، والتي كما قال ربما ستتضاعف نتيجة التغيّرات المناخية، مجدّدا تأكيد الجزائر على ضرورة الإسراع في استكمال الخطوات العملية والإجراءات اللازمة لتفعيل المركز العربي للوقاية من الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى. وأكد أن المركز أصبح ضرورة حتمية حتى يمكنه مباشرة المهام المنوطة به ليساهم بدون أدنى شك في التخفيف من حدّة الأضرار الناجمة عن هذه الكوارث الطبيعية التي تعرفها معظم الدول العربية.