ضمن البرنامج الخاص بعطلة الشتاء والممتد الى غاية 31 ديسمبر الجاري بقاعة الموار، حرصت بعض الفرق المسرحية المشاركة على تقديم عروض هادفة تدخل في إطار حملة تحسيسية للتوعية من مرض أنفلونزا الخنازير، وكذا التوعية بالآثار السلبية الناتجة عن الاعتداء على البيئة. ضمن البرنامج الخاص بعطلة الشتاء والممتد الى غاية 31 ديسمبر الجاري بقاعة الموار، تم أمس عرض مسرحية "التجربة" لفرقة "العجيب للمسرح" من تأليف وإخراج هورو سليمان. العرض الذي دام 50 دقيقة يعالج ظاهرة الاعتداء على الطبيعة وما ينتج عنها من ظواهر سلبية تؤثر على حياة ومحيط الانسان. تعرض القصة المخترعة "عقيلة" التي حولت قرد الى حيوان ناطق حاول بدوره علاجها بعدما مرضت فسأل عن "سر الحياة" كي يشفيها وكان في كل مرة يجيبه اصدقاؤه الحيوانات عبر القطر الجزائري (منطقة القبائل، العاصمة، وهران، الأوراس، الصحراء....) أن سر الحياة هو الماء على "عقيلة" أن تشربه لتشفى وعبر هذه الرحلة كان يندهش من الاعتداءات الكبيرة من الانسان على الطبيعة الى درجة أنه طلب من المخترعة بعدما شفيت أن ترده قردا غير ناطق وترجعه الى "الشفة" كي لا يشبه هذا الانسان القاسي. في حديثه مع "المساء" أشار المؤلف والبطل الرئيسي (دور القرد) في المسرحية الممثل هورو سليمان أن المسرحية تحمل قيما تربوية وانسانية هادفة بطريقة بسيطة قريبة من إدراك الطفل، كما حرص العرض على المحافظة على تجاوب الجمهور الصغير من خلال التحاور معه وتشويقه وبعروض الراوز المصحوبة بالموسيقى كي لا يمل ولايحس أنه في درس إلزامي. للإشارة فقد قام بدور المخترعة "عقيلة" الممثلة غزال سعيدة، وقام بتحريك عرائس الراوز فوزي حشاني، أما الموسيقى والصوت فهي لبن تامر أمين، في حين صمم الديكور والعرائس نون موسى. فرقة »العجيب« للمسرح تنتهج العروض الملتزمة بقضايا المجتمع وتعكسها بشكل بسيط يندرج في اطارالمسرح التحسيسي التربوي الهادف. »العجيب« قدمت أعمالا مماثلة لفئة الشباب في قضايا تهمه كالمخدرات، والتسرب المدرسي، والمراهقة وتلقى إقبالا كبيرا، علما أن جل عروض الفرقة تقدم بالمؤسسات التعليمية، والجامعات ودور الشباب والثقافة وحتى في المخيمات الصيفية، و كذلك في المسارح كماهو الحال بمسرح عنابة الجهوي، حيث قدمت الفرقة عروضها لمدة سنتين وكذلك مسرح تيز ي وزو، في حين أن مسرحية »التجربة« ستعرض قريبا بالمسرح الوطني. طموح هذه الجمعية هو الحصول على الدعم خاصة من حيث توفير فضاءات العرض وتنظيم الجولات الفنية. من جهة أخرى، أشار محدث »المساء« الفنان سليمان أن مسرح الطفل في الجزائر حاليا يمر بطور المنشأ، وهناك الكثير من الجمعيات الرائدة منها جمعية »أشبال عين البنيان، وجمعية »أمل« من المدية، إضافة إلى فنانين سخروا طاقاتهم لخدمة الطفولة، لكن المشكل يبقى في أن بعض ممارسي هذا المسرح مال أكثر الى الترفيه بعيدا عن البيداغوجيا فتسبب في تشوه النمو السليم للطفل علما أن أي خطأ في الحوار أوالحركة أوالمضمون أوالموسيقى يلتقطه الطفل ويتعلمه فورا. شيء آخر مشكل التكوين في مسرح الطفل لذلك من الواجب الاستعانة بخبراء من الخارج لتنظيم تربصات لفائدة الفنانين والجمعيات، فمن الضروري تعلم كتابة واخراج نصوص الطفل، وتقنيات المهرج هذا الأخير الذي هو أرقى فنون العرض (يجمع الرياضة، الغناء، العزف..) علما أن المهرج عندنا يحمل مفهوم »المنشط« وهذا الخلط يجب أن يصححه المختصون ليتعلم كل اختصاص على حدى »المهرج« و»المنشط«. جمعية »العجيب« الكائن مقرها ب 410 دوم ببرج الكيفان ستقدم صباح اليوم ابتداء من العاشرة صباحا بالموار مسرحية »الأنفلونزا« وهي للمؤلف دليل أحمد (ماجستير في الفيزياء النظرية مهتم بالمسرح) من أدرار، والمسرحية تندرج في إطار المسرح التحسيسي، وتصب في الخيال العلمي، ستقوم بتجسيد الفيروس على شكل وحش ثم توضح أعراضه ومن ثم تقديم الاجراءات الوقائية، لمحاربته وإظهار كريات الدم البيضاء في دور جنود المناعة، وهكذا يحاول العرض -حسب السيد سليمان- أن يجعل الطفل قويا لايخاف المرض ولايعيش حالة التيهان التي حاصرته بها التعليمات الجافة والآراء المتضاربة، فالأنفلونزا (الخنازير) مرض ككل الأمراض يحتاج الى الوقاية والى الحرص وعدم عدوى الآخر في حال الاصابة. للتذكير فقد احتفلت الموار أمس بالجمهور الصغير بمناسبة الاحتفال بعيد عاشوراء، ووزع المنظمون حلويات وهدايا رمزية على هؤلاء الصغار الذين لايملون العروض والفترات التنشيطية.