يتم اليوم تنصيب الأعضاء الجدد لمجلس الأمة بعد اقتراع التجديد النصفي للمجلس يوم 29 ديسمبر الماضي، وحسب المادة الثانية من القانون الداخلي فإن الجلسة الأولى للمجلس تتم وجوبا في اليوم العاشر الموالي لتاريخ انتخابه، يزاول فيها المنتخبون مهامهم لمدة 6 سنوات. ويضم جدول الأعمال حسب القانون الداخلي انتخاب لجنة إثبات العضوية لأعضاء مجلس الأمة وكذا رئيس المجلس عن طريق الاقتراع السري في حالة تعدد المترشحين ويعلن الفوز للمرشح الحاصل على الأغلبية المطلقة، بعدما صادق المجلس الدستوري على نتائج انتخابات تجديد نصف مقاعد مجلس الأمة وقبول الطعن بخصوص الانتخابات التي جرت بولاية ورقلة المرتقب إعادة الانتخاب فيها. وأعقبت نتائج الانتخابات استياء بعض زعماء الأحزاب لخروج مناضليهم عن مبادئ وميثاق أحزابهم في بيع أصواتهم، ويتعلق الأمر بكل من حزب جبهة التحرير الوطني والجبهة الوطنية الجزائرية، حيث توعد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، بإقصاء كل عضو من المشاركة في المؤتمر التاسع المنتظر نهاية مارس القادم، في حال التأكد من تورطه في الرشوة، وانتقد بشدة المتسببين في تراجع النتائج المحصل عليها خلال انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، وأشار السيد بلخادم إلى أنه سيتم إعادة النظر في مسألة الانضباط إزاء بعض أمناء المحافظات الذين تسببوا في تراجع نتائجه في الاستحقاق الأخير، وتوعد بمحاسبة المسؤولين الذين تسببوا في خسارة الحزب في بعض المناطق التي كان بإمكانه الفوز بها. كما أكد رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي، أن حزبه ليس ولن يكون مؤسسة تجارية، منتقدا المنتخبين الذين قاموا على حد قوله ببيع أصواتهم خلال الانتخابات الأخيرة الخاصة بتجديد أعضاء مجلس الأمة، ووصف هذه التصرفات بمثابة "خيانة" في حق قيم وقوانين الحزب. وأوضح أنه سيتم مستقبلا تطبيق القانون الداخلي للحزب بكل صرامة لوضع حد للمشاكل التي واجهها أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة وهي المشاكل نفسها التي ظهرت من جديد داعيا إطارات الحزب إلى الإسراع باستكمال إعادة الهيكلة وتجديد الهياكل القاعدية المتمثلة في المجالس البلدية والمكاتب الولائية. وبالمقابل سجل التجمع الوطني الديمقراطي عودته القوية بعد أن لعب الأوراق المناسبة في الوقت المناسب من خلال إقامته تحالفات مكنته من حصد 22 مقعدا. واعتبر التجمع الوطني الديمقراطي النتائج التي حققها في انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الأمة جد إيجابية مؤكدا أنها تشكل قفزة نوعية جديدة وتؤكد على صواب اختيار التجمع لمرشحيه لهذه الانتخابات، ونوه الحزب بجهود إطارات الحزب الذين ساهموا في تحقيق هذا الفوز الباهر الذي سيعزز مكانة التجمع الوطني الديمقراطي وتمثيله في مجلس الأمة. يذكر أن عدد أعضاء الهيئة الناخبة المسجلين في القائمة الانتخابية لهذه الانتخابات بلغ 15934 ناخبا صوت منهم 15315 ناخبا وألغي تصويت 1049 ناخبا منهم فيما امتنع 619 ناخبا عن التصويت وبلغت نسبة المشاركة 11ر96 بالمائة.