اهتزت العاصمة الهايتية بور أو برانس ليلة الثلاثاء الى الأربعاء على وقع زلزال عنيف بلغت شدته 7 درجات على سلم ريشتر أتى حتى على القصر الرئاسي ومقار حكومية، وفي وقت تجهل فيه حصيلة هذا الزلزال المدمر تحركت المجموعة الدولية لتخصيص مساعدات عاجلة لهذا البلد الذي يعد من أفقر البلدان في العالم. ولم يتم الى غاية مساء أمس الإعلان عن أية حصيلة اولية لهذا الزلزال غير أن مؤشرات تفيد بسقوط الآلاف من الضحايا بما في ذلك المسؤولون الحكوميون في هذا البلد، والقوات الأممية العاملة هناك. وقال الرئيس ريني بريفال أمس "نحن نتوقع إحصاء آلاف الضحايا". وفي أول تفاعل مع هذا الزلزال عقد البيت الأبيض الأمريكي اجتماعا طارئا لتنظيم برنامج مساعدات، ووجهت الأممالمتحدة التي اكد مكتب الأمين العام وفاة 5 من عمال المنظمة بهذا البلد نداء الى المجموعة الدولية للتحرك وتقديم المساعدة الضرورية لحكومة هذه الدولة التي أكدت قلة إمكانياتها لمواجهة الكارثة. وفي أول تحرك من الأممالمتحدة قالت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ستيفاني بانكر أن الهيئة الدولية وجهت رسائل الى مختلف مكاتبها في العالم بغرض الاستعداد لتعبئة جميع الإمكانيات من اجل التدخل في هايتي لإغاثة المنكوبين. وحذت عدة دول من القارات الخمس حذو الولاياتالمتحدة وقررت إرسال مساعدات عاجلة، وأعلنت الحكومة الفنزويلية عن إرسال "فريق للمساعدة الانسانية" يضم خمسين منقذا، إضافة الى طائرات شحن تحمل مساعدات غذائية وأدوية وخيم. وانضمت فرنسا الى قائمة تلك الدول مؤكدة انها قررت إرسال فرق إنقاذ، وخصصت اسبانيا بدورها 3 ملايين أورو كمساعدات أولية لهايتي. من جهتها، أعلنت ألمانيا تقديم مساعدة عاجلة تبلغ قيمتها مليون أورو وأنها ستقدم مساعدات مالية إضافية بعد تقييم حجم الأضرار. اما بالنسبة للمنظمات الانسانية الدولية فقد قال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جان لوك مارتيناج اثر اجتماع طارئ ان هايتي بعد الزلزال "تتطلب مساعدة دولية كبيرة" وأكد أن هذه الهيئة وضعت برنامج تدخل مساعدة للمنكوبين كون المخزونات الحالية بهذا البلد تسمح بمساعدة ثلاثة آلاف عائلة لثلاثة أو أربعة أيام فقط. ومن جهته أعلن برنامج الغذاء العالمي أنه سيرسل طائرتين من المساعدات الغذائية العاجلة الى هايتي، واحدة من السلفادور والثانية من بنما. وصرح الوزير الأول الهايتي جان ماكس بالريف لقناة "سي.أن.أن" الأمريكية بأنه يخشى أن يفوق عدد ضحايا الزلزال 100 ألف قتيل. مضيفا أنه من الصعب احصاء الضحايا بالنظر إلى العدد الكبير من المنازل والبنايات التي انهارت والسكان بداخلها.