شرعت المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية منذ أواخر ديسمبر الماضي في توظيف البطالين من حاملي الشهادات الجامعية وشهادات معادلة لها في مختلف الميادين، من بينهم 200 مهندس، وذلك للحد من البطالة وتدعيم مواردها البشرية وتجسيد برنامجها الممتد إلى غاية 2013، حيث ينتظر توظيف 4000 طالب عمل في إطار الاتفاقية الموقعة مؤخرا بين الشركة ووزارتي العمل والتشغيل، بينما يطالب زبائن الشركة بتخليصهم من هاجس الازدحام وتوظيف أعوان لتنظيم الأمور داخل القطارات. وقد تم تجنيد وكالات التشغيل على المستوى الوطني لاستقبال ملفات طلبات العمل للراغبين في الانضمام إلى الشركة، خاصة الحاصلين على شهادات جامعية الذين يعانون من البطالة، والذين يمكنهم العمل بصفة نهائية لدى الشركة التي وظفت 500 شاب منذ ديسمبر الفارط، في مجالات الإلكترونيك والكهرباء الميكانيكية والهندسة المدنية والأشغال العمومية والاتصالات إلى جانب تقنيين سامين في مختلف التخصصات وكذا مسيرين قانونيين وأعوان متعددي التخصصات. وينتظر أن تشهد المقرات الجهوية للوكالة الوطنية للتشغيل إقبالا كبيرا من طرف البطالين الراغبين في الحصول على منصب عمل قار، منها مناصب مدرجة ضمن الجهاز الخاص بالإدماج المهني وأخرى في مجال التوظيف العادي، خاصة أن الشركة بحاجة إلى يد عاملة مؤهلة لتجسيد مشاريعها الخاصة بتحديث السكة الحديدية وكهربتها، وكذا تدعيم حظيرتها بقاطرات جديدة، إلى جانب أعمال الصيانة التي تتطلب توظيف أعوان متخصصين لتجنب التأخيرات الناتجة عن الأعطاب الفجائية، والانتقادات التي توجه عادة للشركة بسبب التأخر في المواعيد، فضلا عن تأمين الخطوط الحديدية للتقليل من نسبة الحوادث. وبالرغم من خسائر الشركة الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية والمقدرة بحوالي3 ملايير دينار، إلا أن الشركة تسعى لتحسين الخدمات خاصة في مجال نقل الأشخاص من خلال نوعية القطارات المستعملة، التي أدت إلى عودة التنقل عبر خطوط الشركة القريبة والبعيدة، وتسجيل حوالي30 مليون مسافر خلال2008 وهو الرقم الذي تسعى الشركة إلى رفعه إلى حوالي 80 مليون مسافر في آفاق2013 من خلال التركيز على الرحلات الطويلة التي تضمن توافد عدد أكبر من المسافرين. وقد أدى هذا التوافد والإقبال المتزايد على القطارات الكهربائية إلى حدوث ازدحام كبير جدا، مما حول هذه النعمة إلى نقمة، حسب مستعملين دائمين للقطارات الجديدة، مشيرين إلى أن الشيء الإيجابي الوحيد الذي أضافته هو المكيفات الهوائية صيفا، بينما لا تزال الخدمات متدنية بسبب الاكتظاظ وعدم تدعيم الخطوط في أوقات الذروة التي يتحول فيها القطار إلى قفص، إلى درجة يصعب فيها تنقل أعوان الأمن داخل القطار، فضلا عن تباعد مواقيت الرحلات التي تصل إلى ساعة كاملة أحيانا وعدم الإعلان المسبق عن تأخر القطار أو تغيير موعده. من جهة أخرى عبر زبائن شركة النقل بالسكك الحديدية ل"للمساء"عن رغبتهم في توسيع شبكة هذه المؤسسة للاستجابة للإقبال المتزايد على هذا النوع من النقل الذي يوفر كثيرا من الوقت، وكذا توظيف أعوان إضافيين وتكليفهم بتنظيم الأمور داخل القطار.