ناشد سكان مدينة بوفاريك بولاية البلدية، مصالح النقل، التدخل العاجل لإيجاد حل نهائي لمشكلة النقل، خاصة في الفترات الصباحية، حيث يضطر العديد من المواطنين والطلبة إلى قطع قرابة كيلومترين قبل الوصول إلى محطة سيارات الأجرة التي تضمن النقل إلى العاصمة، في حين تم تشديد الخناق على أصحاب حافلات النقل التي كانت في السابق تدخل إلى وسط المدينة لنقل المسافرين. يضطر سكان مدينة بوفاريك صباح كل يوم إلى الخروج قبل صلاة الفجر، لبلوغ محطة المسافرين لسيارات الأجرة والحافلات التي تضمن النقل إلى وسط العاصمة، وحسب شهادة بعض الطلبة فهم مجبرون على الخروج على الساعة الرابعة والنصف صباحا، خاصة الذين يقطنون وسط المدينة، كونهم مجبرين على السير لأكثر من كيلومترين قبل بلوغ المحطة البرية، ورغم الاتصالات المتكررة مع السلطات المحلية، يبقى الإشكال قائما، وهو نفس الانشغال الذي يرفعه السكان بخصوص محطة القطار التي تقع هي الأخرى عند مخرج المدينة ولا يمكن التنقل إليها إلا عبر سيارات الأجرة أو حافلات النقل الحضري، إلا أن هذه الأخيرة لا تشرع في نقل المسافرين إلا بعد صلاة الصبح، وهو التوقيت الذي لا يسمح للعمال والطلبة بالوصول في الوقت المحدد إلى مناصب عملهم ومقاعد الدراسة، خاصة مع اختناق حركة المرور عند مدخل بلدية بئر مراد رايس... ويقول الطالب حسين بمعهد الترجمة، أن مواقيت الحصص التطبيقية تنطلق كل يوم على الساعة الثامنة صباحا، وهو ما يجبره على الخروج في أوقات جد مبكرة للوصول في الوقت المحدد إلى الجامعة، ويضطره إلى السير لأكثر من كيلومتر من مقر سكنه قبل بلوغ محطة القطار. في حين يقول السيد حسين عامل بإحدي المؤسسات وسط العاصمة، أنه لا يمكنه استعمال القطار لأن اتجاهه مخالف لموقع عمله، لذلك فهو مجبر على التنقل إلى غاية محطة الحافلات "بيزي" وسط العاصمة قبل أن يستقل حافلة أخرى إلى بلدية عين البنيان. من جهة أخرى، استعرض عدد آخر من المسافرين المنافسة غير الشرعية بين سيارات الأجرة والحافلات، التي يتسابق أصحابها منذ الساعات الأولى ل"افتكاك" المسافرين، وهي الوضعية التي تتسبب يوميا في مناوشات بين السائقين، حيث يعيب أصحاب سيارات الأجرة على أصحاب الحافلات تنافسهم لأخذ أكبر حصة من المسافرين، فهناك منهم من يدخل إلى وسط المدينة لتدارك العجز ونقل المسافرين من أقرب المحطات، إلا أن هذه المبادرة غالبا ما تكلف سحب رخص السياقة للمخالفين. ويشير المسافرون إلى أن أسعار تذاكر الحافلات تتماشى ومداخيل المواطن البسيط، وحتى الطالب الذي لم يتمكن من الحصول على مقعد بحافلات نقل الطلبة، كما أن اتجاه سير الحافلة يسمح بإيصال المسافر إلى قلب العاصمة، على خلاف سيارات الأجرة التي تجبر على التوقف بمحطة الخروبة، وهو الانشغال الذي رفعه من جهتهم أصحاب سيارات الأجرة، الذين فضلوا التنازل عن رخصة النقل بين المدينة والجزائر مقابل تعويضها برخص أخرى للنقل وسط المدينة والمناطق المجاورة، بسبب قلة عدد المسافرين. وفي ذات الشأن يقول محمد، صاحب سيارة أجرة، أنه بعد تغيير محطة سيارات الأجرة وسط العاصمة، انخفض الطلب على السيارات الصفراء التي أصبحت لا تخدم طلبات المسافرين، على حد تعبيره، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من زملائه في المهنة إلى تغيير رخص النقل والاكتفاء بالنقل الحضري وشبه الحضري داخل ولاية البليدة. مشيرا إلى أن الرابح الأكبر في خط النقل بين البليدة والعاصمة هم أصحاب حافلات نقل المسافرين، الذين يسمح لهم بالتوقف وسط العاصمة وهو ما يخدم العديد من المسافرين. أما سكان مدينة بوفاريك فيبقي انشغالهم حاليا. هو السماح للحافلات بنقل المسافرين من وسط مدينة عوض السير لأكثر من كيلومترين قبل بلوغ المحطة، أو تغيير مكان المحطة لتكون وسط المدينة، وهو ما سيخدم مصالح السكان على العموم ومنهم الطلبة، علما أن مجازفتهم والخروج في تلك الساعات المبكرة يعرضهم للاعتوباء والسرقة، خاصة وأن أوقات خروجهم تكون مع صلاة الفجر لبلوغ مناصب عملهم في الوقت المحدد، نظرا لاختناق حركة المرور منذ الساعات الأولى من الصباح.