تعمل مؤسسة "بريد الجزائر" على اكتساب قاعدة للبيانات عبر شبكة خاصة بها تسمح بتحسين نوعية الخدمات المقدمة لزبائنها الذين يزيد عددهم عن 5،11 مليون وذلك في حدود 2011 بعد أن عقدت أمس اتفاق شراكة دائمة مع الشريك الأفرو- أوروبي "ديموسيون داتا" الذي يقوم منذ 2006 بمسايرة المؤسسة للتحول نحو شبكة متعددة الخدمات على الأنترنت بعد قدم الشبكة القديمة " إكس 25" التي أثبتت عدم نجاعتها في ربط 3400 مكتب بريدي. أكدت مديرة نظام المعلوماتية لمؤسسة "بريد الجزائر" السيدة فتيحة مرزوق أن الرهانات المستقبلة لنشاط المؤسسة بعد توسع شبكته وتنوع الخدمات التي يقدمها للمواطن تتطلب من المؤسسة استخدام شبكة خاصة تسمح بتحسين مردودية الخدمات وطلبات الزبائن التي تتغير مع الزمن خاصة فيما يتعلق بالتعاملات المالية التي تعرف تطوراً ملحوظاً، وأنه بعد تسجيل أعطاب متكررة وصعوبة في الاتصال مع كل المكاتب البريدية تقرر منذ سنة 2006 الشروع في تهيئة المراكز الجهوية والولائية بتجهيزات ونهائيات خاصة تسمح مستقبلاً بالربط عبر شبكة تكنولوجية متطورة للأنترنت، وباستغلالها في الاتصالات الهاتفية، قصد تخفيض فواتير الاتصالات عبر شبكة الهاتف الثابت واستغلال أرباح المؤسسة في الاستثمارات لتوسيع المكاتب ومختلف الخدمات. كما أن عملية عصرنة مكاتب البريد بخدمة الشباك الوحيد وتوفير ظروف الراحة للزبائن - وهو ما تم عبر 70 مكتباً إلى غاية اليوم- يتطلب مواصلة مسار الإصلاحات لتمس الشبكة العامة لمختلف تعاملات مكاتب البريد التي يجب أن تكون موصلة ببعضها عبر شبكة الانترنت التي ستكون سريعة، آمنة، وذات نوعية، وهو ما وجدته مؤسسة "بريد الجزائر" في ممونها السابق "ديمونسيون داتا" الذي تعهد بمرافقة المؤسسة من خلال الحلول التكنولوجية في تحولها أو"هجرتها التدريجية" نحو الشبكة الجديدة عبر نظام متعدد الخدمات "أي بي" عوض الشبكة القديمة "إكس 25 " التي أثبتت عدم نجاعتها بعد كثرة الاعطاب والوقت الطويل في معالجة التعاملات. وبخصوص الشبكة الجديدة أشارت المتحدثة أنها ستكون الوسيلة الكفيلة بالربط بين جميع مكاتب البريد ال 3400 وآلات الدفع الآلي للأوراق النقدية وهو ما يسمح مستقبلا بتدارك النقائص في الدفع الآلي بعد أن سجلت المؤسسة منذ إطلاق الخدمة الجديدة سنة 2005 وتوزيع 5 ملايين بطاقة للدفع الآلي التي لم تستغل إلا من طرف 5،1 مليون زبون فقط، مما دفع بالمؤسسة إلى تمديد آجال البطاقات القديمة لسنتين إضافيتين. من جهته أشار المكلف بالإعلام على مستوى "بريد الجزائر" السيد نور الدين بوفنارة أن تطلعات المؤسسة تقضي اليوم أكثر من أي وقت مضى بمسايرة التطورات العالمية في مجال التسيير الالكتروني لتعاملات "بريد الجزائر" التي تعطي العديد من الحلول لزبائنها على مدار الساعة، كما انه حان الوقت ليكون للمؤسسة شبكة خاصة بها ضمن الملكية الفكرية. وخلال حفل التوقيع؛ أشار السيد "كورت هوريكس" المدير العام لمؤسسة "ديموسيون داتا الجزائر" أن شركته هي الشريك الدائم لمؤسسة "بريد الجزائر" بعد أن أشرف على تركيب نظام معلوماتي خاص يضم "تصميماً أميناً" في تبادل المعلومات وسرعة في جمع البيانات ومعالجتها لأكثر من 500 ألف مستخدم للبريد الالكتروني وهناك إمكانية لمضاعفة العدد في المستقبل، وهو النظام الذي يرتكز على البنية التحتية لمؤسسة "سيسكو" الرائدة في البرامج المعلوماتية، مما يعتبر مرحلة جديدة لبريد الجزائر في تطوير الملكية الفكرية في الشبكة والبنية التحتية للاتصالات عبر الانترنت. وعن سبب تأخر توقيع العقد بين الشريكين اللذين يتعاملان مع بعضهما منذ 2006 كشف المتحدث أن سياسة تعامل المؤسسة لا تخص بيع أو اقتراح حل فقط، بل تتعداه الى المرافقة في العمل اليومي لأكثر من سنة لتحديد الرهانات واقتراح الحلول حسب التطلعات، بالإضافة إلى التركيز على نقل الخبرة وتكوين إطارات "بريد الجزائر" للتحكم في التكنولوجيات الحديثة المقترحة، وهي سياسة التسويق التي ساهمت بشكل كبير في تمتين تعاملات الشركة مع متعامليها عبر 50 دولة منها الجزائر، علما أن "ديمونسيون داتا" تعاملت مع وزارات المالية والدفاع الوطني لاقتراح حلول تكنولوجية لنقل وحفظ البيانات عبر شبكات خاصة وآمنة، في حين هناك 20 موقعاً لمؤسسات وهيئات تقوم المؤسسة بتسييره. وبخصوص التحول المنتظر نحو الشبكة الجديدة، تقول السيدة مرزوق انه تتم تجربتها عبر الشبكة الجديد ب 500 مكتب بريدي وأثبت نجاعتها لذلك يتوقع توسيع العملية السنة الجارية لتشمل 600 مكتب إضافي قبل تعميم العمل بالشبكة الجديدة نهاية 2011 على أكثر تقدير، وهي الشبكة التي لا تكون مقصورة على التعاملات المالية التي تتم عبر الحسابات البريدية بل ستشمل كل الخدمات المقترحة من طرف بريد الجزائر.