في الوقت الذي أحصت فيه مصالح النظافة والتطهير ببلدية وهران اختفاء 245 حاوية خاصة بجمع القمامات المنزلية عبر العديد من احياء المدينة، وافق منتخبو المجلس الشعبي البلدي خلال دورتهم العادية الأولى على تخصيص غلاف مالي مهم لشراء 1785 حاوية جديدة هذه الحاويات سيتم توزيعها على مختلف احياء القطاعات الحضرية الاثني عشر، رغم اقتناء 2585 حاوية خاصة بجمع هذه النفايات العام الماضي، اضافة الى اكثر من ألف وسيلة لرفع النفايات المنزلية خلال سنة 2007. هذا الوضع يؤكد رئيس البلدية السيد الصادق بن قادة، كان وراء الارتفاع المذهل للنفايات المنزلية، حيث يرمى يوميا ما يعادل 100 طن من النفايات المنزلية ومختلف القاذورات خاصة بأحياء وسط المدينة والمواقع التجارية المختلفة من أسواق شعبية أو باعة التجزئة الذين تتحول أماكن عملهم الى مفرغات عمومية يصعب تنظيفها بسبب قلة الإمكانيات المادية والبشرية على مستوى البلدية، وهذا رغم رصد اعتمادات مالية كبيرة لاحتواء مشكل جمع النفايات بالمناطق الجديدة والاحياء السكنية الحديثة التي تشهد نموا متزايدا، لكن غياب الحس المدني حال دون ايجاد الحلول المناسبة لهذا المشكل الذي بات يؤرق المسؤولين وفي مقدمتهم والي الولاية الذي اعترف بالعجز في مواجهة هذه الظاهرة التي جعلت من وهران مدينة دون المستوى بعدما كانت سابقا احدى أهم المدن النظيفة والجميلة على المستوى الوطني. وما زاد الطين بلة، هو تخريب الحاويات الخاصة، بجمع القمامات والسطو عليها لاستغلالها في جمع المياه في العديد من الأحياء العتيقة التي تنتشر فيها البنايات القصديرية كالفطريات كما هو الشأن بحي الشولي القصديري أو حي الصنوبر ورأس العين. ولعل سرقة الحاويات وتحويلها عن غرضها لا يساعد اصلا على توفير الجو اللازم لعمال النظافة في اداء عملهم كما يؤكد ذلك مدير مصلحة النظافة والتطهير، الذي يعترف بإصابة العديد من العمال بأمراض مزمنة واخرى خطيرة جراء عملهم في ظروف سيئة، ولكن توصل السلطات المحلية مؤخرا الى تجسيد اتفاقية مع مصلحة طب العمل بالمستشفى الجامعي، من شأنها تمكين 3 آلاف عامل من الاستفادة من التلقيحات والتغطية الصحية كما يقيهم من مختلف الامراض والاوبئة التي قد يتعرضون لها.