دعا المفتي العام لدولة سلطنة عمان، السيد أحمد بن أحمد الخليلي الأمة الإسلامية جمعاء الى الاقتداء بالنموذج الجزائري في إحقاق الحرية والاستقلال والنصر باعتباره مستوحى من قيم العقيدة الإسلامية كاعتصام بحبل الله والوحدة والشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله وحمل لواء الدفاع عن مقدسات الأمة. وقال الشيخ الخليلي في مداخلة له، أمس، بدار الإمام بالمحمدية في العاصمة في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد النصر "19 مارس 1962". إن انتصار الثورة الجزائرية ونيل الشعب الجزائري لاستقلاله، لم يكن نصرا للجزائر فقط، وإنما هو نصر مبين للأمة الإسلامية وجميع أحرار العالم، وحري بكل هؤلاء جميعا استخلاص العبر منه وجعله قدوة حسنة قامت على القيم الإسلامية واستلهمتها الأمة قاطبة من أجل الوحدة وتجاوز الوهن واستعادة قوتها وتحقيق التقدم والريادة في العالم مثلما كانت في سابق عهدها". وأوضح مفتي سلطنة عمان الذي يتواجد في زيارة تعاون إلى الجزائر، أن عيد النصر في الجزائر، هو عيد الشموخ والعزة والكرامة لكل المسلمين ولذلك حري بهم جميعا أن يفتخروا به ويحيوه كلما حل بهم ويأخذوا منه العبرة والقدوة. وسئل مفتي سلطنة عمان، الذي يعد أعلى مراتب السلطة في هذه الدولة عن علاقات التعاون بين الجزائر وبلاده في ميدان الشؤون الدينية والأوقاف، فأجاب عن سؤال "المساء"، "إنها على أحسن ما يرام وتتعزز يوما بعد يوم، لاسيما في ظل القيادة الرشيدة في البلدين وفي إطار العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين". وعن عقوبة الإعدام، أوضح الشيخ الخليلي، أن العقيدة الإسلامية تقرها بعدما نص عليها القرآن، مكتفيا بالرد على الجدل القائم بشأن منعها في التشريعات الوضعية في ظل انتشار حقوق الإنسان، "أن عقوبة الإعدام تحمي الإنسان وحقوقه...". وقد تميزت الاحتفالية التي حضرها أئمة العاصمة وممثلو الأسرة الثورية ومجاهدون وأساتذة وباحثون في تاريخ الحركة الوطنية، بتكريم رمزي لمفتي سلطنة عمان، تمثل في البرنوس الجزائري، كرمز للشهامة والرجولة، ألبسه إياه وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد غلام الله وأحد الأئمة. كما تميزت ندوة الاحتفال بعيد النصر التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية، بالمحاضرة القيمة التي قدمها الدكتور عامر رخيلة، الباحث في تاريخ الحركة الوطنية، حيث أبرز أن النصر لم يكن نتاج مفاوضات وإنما كان محصلة للثورات الشعبية ولثورة نوفمبر المظفرة ونضال شعب عبر مراحل تاريخية عديدة وأما اتفاقيات ايفيان فهي تأكيد واعتراف باستقلال الجزائر ونصرها والانتصار لهويتها.