اتهم الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز فرنسا بالتورط في مؤامرة ستؤدي حتما إلى انزلاق أمني خطير في كل منطقة المغرب العربي وحملها كل المسؤولية في وقوع هذا الانزلاق. وقال الرئيس محمد عبد العزيز أن مواقف السلطات الفرنسية هي التي شجعت نظيرتها المغربية الحالية على التراجع عن التفاوض مع جبهة البوليساريو بدعم من الحكومة وبتواطؤ من الحكومة الاسبانية. وأضاف أن فرنسا متعودة على مثل هذه المواقف المخذلة اذ سبق لها وأن عرقلت مسار المفاوضات بتواطؤ مع النظام المغربي منذ عام 1975 ودفعت بالملك الراحل الحسن الثاني إلى التوقيع على اتفاقية مدريد الثلاثية التي أسفرت عن تقسيم الصحراء أرضا وشعبا و35 سنة من الحرب. وندد الرئيس الصحراوي بتراجع الحكومة المغربية الحالية عن التزامها الذي اقره اتفاق وقف إطلاق النار الذي سمح أيضا بإنشاء بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي وافق عليه النظام المغربي في عهد الحسن الثاني والذي نص صراحة على حل سلمي مباشرة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وهو ما وافق عليه الملك المغربي الراحل. وأكد الرئيس الصحراوي أن القضية الصحراوية تعرف في الوقت الراهن نفس أساليب التلاعب والتواطؤ مؤكدا أن باريس تقود مغامرة خطيرة شبيهة بتلك التي حاكت خيوطها سنة 1975 مما أدى إلى بقاء مسار السلام في عنق الزجاجة. وأمام حالة الانسداد هذه وجه الأمين العام لجبهة البوليزاريو نداء عاجلا إلى مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لفرض عقوبات اقتصادية صارمة ضد المملكة المغربية مثلما فعلت المجموعة الدولية ضد نظام الميز العنصري الذي كان قائما في جنوب إفريقيا لإرغامه على قبول قيام دولة ديمقراطية خالية من كل أشكال التمييز العنصري. وقال إن الشعب الصحراوي منذ سنة 1991 تاريخ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار ينتظر من الأممالمتحدة أن تفي بوعودها لتنظم استفتاء تقرير مصيره ولكنه كلما مر عام إلا وتأكد أن هذا الخيار أصبح بعيد المنال بسبب عدم صرامة المجتمع الدولي في التعامل مع المحتل المغربي. وهنأ الرئيس الصحراوي خلال اختتام الملتقى الدولي الثاني للمرأة، بميلاد الشبكة النسوية الدولية من أجل دعم خيار تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي اختيرت لرئاسته المناضلة الرمز السيدة ويني مانديلا. وتهدف هذه الهيئة إلى مطالبة الهيئات الدولية بفرض عقوبات اقتصادية ضد المملكة المغربية لإرغامها على قبول تنظيم الاستفتاء وتحرير المعتقلين والكشف عن المفقودين والأسرى وهدم جدار العار وإنصاف الشعب الصحراوي عن طريق كشف كل أنواع التجاوزات المغربية في كل المحافل الدولية. وبهذه المناسبة قام الرئيس بتوشيح السيدة ويني مانديلا بأعلى وسام في الجمهورية العربية الصحراوية نظير مساندتها للقضية وعملها النضالي في تكريس مبادئ حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا والعالم. وبخصوص نتائج المحادثات التي أجراها مع كريستوفر روس الموفد الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية قال الرئيس الصحراوي أنه مستعد للتعاون عبر حل واحد يتمثل في استفتاء تقرير المصير، وأضاف أنه أعرب عن عميق انشغاله لانتهاكات السلطات المغربية لحقوق الصحراويين. وعلق على التقرير الأخير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية والمتعلق بالانتهاكات اليومية التي تمارسها السلطات المغربية ضد الشعب الصحراوي بأن كل ما تعرضه المنظمات الدولية ومنها مفوضية الأممالمتحدة أو حتى التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية دليل إثبات على انتهاكات المغرب ضد أدنى حقوق الإنسان في المدن المحتلة وطالب نتيجة لذلك الأممالمتحدة أن تتكفل بحماية حقوق الشعب الصحراوي. مبعوثة المساء إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين: دليلة مالك