قال رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، ، إنه " من العار أن يكون هناك شعب مستعمر في القرن الحادي والعشرين"، وقال إن تنمية حقيقية ودائمة في المغرب العربي وشمال إفريقيا ومنطقة المتوسط تمر عبر تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. وعبر الرئيس في كلمته أمام المشاركين في الندوة عن شكره و تقديره لمنظمة الاتحاد العالمي للشبيبة الاشتراكية، على حسن الاستقبال والضيافة التي حظي بها من طرف المنظمة الشبانية الاشتراكية المجرية، حيث استهل مداخلته حول تطورات نزاع الصحراء الغربية الذي هو موضوع الندوة الدولية. وفي هذا السياق، ذكر الرئيس الصحراوي المشاركين في الندوة الشبانية العالمية " الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا" بأن القضية الصحراوية " هي آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا، مسجلة لدى الأممالمتحدة منذ سنة 1963 ضمن قضايا المناطق والأقاليم التي لم تتمتع بعد بحق تقرير المصير، والتي تحل عبر تطبيق مبدأ تقرير المصير المكرس في ميثاق الأممالمتحدة." وأشار الرئيس محمد عبد العزيز، إلى جملة من القرارات والنصوص القانونية التي تعزز تلك الحقيقة، وتؤكد مسؤولية إسبانياوالأممالمتحدة إزاء استكمال مسار تصفية الاستعمار. وقال الأمين العام لجبهة البوليساريو لقد تأسست الجبهة و سنة 1973، كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، دفاعاً عن حقه المقدس في تقرير المصير والاستقلال، على غرار كل شعوب المعمورة، وأضاف أن موقف جبهة البوليساريو هو موقف الشرعية الدولية، وهي أن السيادة على الصحراء الغربية يؤكد الرئيس الصحراوي أمر يخص الشعب الصحراوي وحده، ولا يمكن لأي كان أن يقرر نيابة عنه، ولا بد من إعطائه الكلمة ليتخذ قراره بحرية وشفافية وديمقراطية." واستعرض الرئيس الصحراوي، محطات تاريخية، على غرار الغزو العسكري المغربي للصحراء الغربية، وما رافقه من أعمال التقتيل والإبادة الجماعية والقصف بالنابالم والفوسفور الأبيض المحرمين دولياً، وتقسيمه للصحراء الغربية، وما شكله ذلك من انتهاك صارخ لنص ومضمون قرارات الشرعية الدولية. واتهم الأمين العام للبوليساريو، الحكومة المغربية بالتنصل من التزاماتها الدولية وتراجعها عن الاتفاقات التي وقعتها مع الطرف الصحراوي، بإشراف الأممالمتحدة. وأضاف " الصراع اليوم في الصحراء الغربية هو بين القوة المحتلة المغربية التي تنتهك قرارات ومواثيق الأممالمتحدة، وبين الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو" . وأضاف محمد عبد العزيز، أنه : " في وقت يتمادى فيه الطرف المغربي، بدعم من قوى دولية معروفة، في مقدمتها الحكومة الفرنسية، في تعنته ويسعى لفرض حلول استعمارية، فإن الصحراويين، ومعهم كل أحرار العالم، يكافحون من أجل الحل الديمقراطي الشفاف والنزيه الذي يجسده استفتاء تقرير المصير." وبعد أن ذكر بتعاون الطرف الصحراوي وانسجامه مع مقتضيات الشرعية الدولية، قال الرئيس الصحراوي: " إننا لنتطلع اليوم إلى أن يتحلي الطرف المغربي بروح المسؤولية والإرادة السياسية الصادقة لإنجاح المفاوضات التي يشرف عليها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، بغية التوصل إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية، بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال." وخلص الأمين العام للبوليساريو إلى أنه " لا يمكن، على الإطلاق، تحقيق أي تنمية حقيقية ودائمة في المغرب العربي وشمال إفريقيا ومنطقة المتوسط ما لم يتم حل نزاع الصحراء الغربية على أسس عادلة وواضحة"، مضيفاً بأن " السلام الحقيقي والدائم، الضامن للاستقرار والتنمية والاندماج في المنطقة، يمر حتماً عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال."