بدأت قضية المعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام في السجون المغربية تحظى باهتمام دولي متزايد في وقت دقت فيه السلطات الصحراوية ناقوس الخطر من وقوع كارثة إنسانية في صفوف هؤلاء جراء مضاعفات الإضراب واستمرار تجاهل السلطات المغربية لمطالبهم المشروعة في محاكمتهم محاكمة عادلة أو إطلاق سراحهم. وفي هذا السياق أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الألمانية أنها تتابع عن كثب وضع المناضلين الصحراويين السبعة المعتقلين من قبل السلطات المغربية والمضربين عن الطعام منذ 18 مارس الماضي. وجاء في جواب كتابي أرسله كاتب الدولة الألماني للشؤون الأوروبية فيرنير هوير لنواب ألمان من بعض المجموعات السياسية المكونة للبرلمان الوطني الألماني أن برلين ''تتابع عن كثب تطور الوضع من خلال سفيرنا بالرباط'' وأكد انه تم ''إدراج هذا الموضوع في جدول أعمال اجتماعاتنا الثنائية مع سفير المغرب ببرلين''. وأضاف المسوؤل الألماني أن ''الحكومة الفدرالية قامت بجهد كبير لإدراج مسألة الحقوق الأساسية للشعوب وحقوق الإنسان خاصة في الصحراء الغربية ضمن جدول الأعمال''. كما أشار إلى أن ''هذا الموضوع حظي باهتمام كبير خلال قمة الاتحاد الأوروبي المغرب المنعقدة يوم السابع مارس الماضي''. ودقت جبهة البوليزاريو ناقوس الخطر من حدوث ''مجزرة'' في صفوف المعتقلين المضربين عن الطعام حيث أعربت لجنة متابعة وضعية هؤلاء السجناء عن قلقها إزاء تدهور وضعيتهم الصحية. وأكدت اللجنة التي شكلتها جبهة البوليزاريو مؤخرا أن الوضع الصحي للمضربين المعتقلين بلغ درجة خطيرة ويقلق أكثر من أي وقت مضى خاصة بالنسبة لمجموعة الستة في سجن سالا العسكري والتي دخلت مرحلة حرجة تنبئ بالخطر على الحياة''. كما أشارت إلى أن الصحراويين المعتقلين في سجن تيزنيت يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الثاني عشر على التوالي مسجلة أيضا ''تدهور'' وضعهم الصحي بسبب الإضراب. وأمام تفاقم الوضعية الصحية لسجناء الرأي الصحراويين أعلن الأمين العام لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب موسى سلمى عن انطلاق ''الحملة الدولية من اجل دعم وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية''. وجاء الإعلان عن انطلاق هذه الحملة الدولية خلال تظاهرة شعبية نظمت بمنطقة الشيظمة (قطاع المحبس) ''للتضامن مع الجماهير الصحراوية في الأراضي المحتلة وللتنديد بجدار العار المغربي المقام في الصحراء الغربية''. وشارك في التظاهرة أزيد من ألف شخص جاؤوا من اسبانيا والبرتغال وايطاليا وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدةالأمريكية والمكسيك بالإضافة إلى مواطنين صحراويين تميزت بتشكيل سلسلة بشرية امتدت لأزيد من نصف كيلومتر تنديدا ''بالجريمة ضد الإنسانية'' التي يرمز إليها الجدار المغربي بالصحراء الغربية وطالبوا بإزالته. وعبر المشاركون الأجانب في هذه التظاهرة عن ''انزعاجهم الشديد لصمت الأممالمتحدة والدول العظمى أمام المجازر التي تطال الصحراويين بفعل انفجار الألغام والقنابل المزروعة على جانبي الجدار''. وتعد ''سلسلة الألف'' وقفة تضامنية سنوية تقام منذ 2008 يشرف على تنظيمها اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب بالمشاركة مع العديد من طلبة الجامعات الإسبانية وبعض الفاعلين في المجتمع المدني للتنديد بهذا الجدار. وفي هذا السياق أدان يحيى بوحبيني رئيس الهلال الأحمر الصحراوي عرقلة السلطات المغربية لمبادرة قامت بها المحافظة الأممية السامية للاجئين من شأنها أن تسمح لآلاف العائلات الصحراوية بالالتقاء من جديد بعد أكثر من 35 سنة من الفراق المفروض. من جانبه طالب وفد من المناضلين الحقوقيين الصحراويين المجتمع الدولي بإزالة جدار ''الذل والعار'' الذي أقامه المغرب منذ عقدين من الزمن بالصحراء الغربية. وفي سياق متصل طالبت منظمة مراقبة موارد الصحراء الغربية ''واسترن ساحارا ريزورس ووتش'' الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتأكيد على ضرورة تكييف عهدة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية ''المينورسو'' لتشمل حماية حقوق الإنسان في تقريره حول الوضع في الصحراء الغربية الذي سيقدمه خلال الشهر الجاري لمجلس الأمن الدولي. كما ألحت المنظمة الدولية غير الحكومية التي تضم منظمات من 35 بلدا ''بشكل ملح'' على بان كي مون بأن يشير في تقريره إلى ضرورة مكافحة استغلال ونهب المغرب المستمر وغير القانوني للموارد الطبيعية للصحراء الغربية.