أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد اللّه غلام الله، أمس، بالجزائر، أنه بفضل ثبات الأئمة وصبرهم استطاع المسجد أن يعود إلى المجتمع· وأوضح الوزير لدى إشرافه على افتتاح الدورة الوطنية الثانية للمجالس العلمية الولائية بدار الإمام، أن دور المسجد لم يعد يقتصر على تعليم الناس وتوجيههم بل تعداه إلى العمل الاجتماعي، كما أن عضده اشتد وأئمته باتوا قادرين على تسييره في ما يفيد الأمة والمجتمع الذي أنشأه· وبعد أن أشار إلى أن القانون الأساسي للإمام جاهز وأن هذه الفئة ستكون من بين من تشملهم الزيادة في قطاع الوظيف العمومي وفق الشهادة العلمية، اعتبر المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية أنه بفضل جهود الأئمة والجهود التي تبذلها الوزارة لتوظيف ألف إمام سنويا إضافة إلى المرشدات الدينيات بات الخطاب المسجدي يتماشى والخطاب الوطني· لكن هذا الانسجام بين المسجد والوطنية في الجزائر "لم يعد يروق لكثير من الناس" - يقول الوزير - وهو ما فسر به "الهجوم الذي يشنه هؤلاء على الأئمة"، معتبرا إياه "سليل ذلك الهجوم الذي تعرض له الأئمة منتصف ثمانينيات القرن الماضي واستئنافا له"· واغتنم السيد غلام اللّه الفرصة ليرد على جملة من "الانتقادات" الموجهة لقطاعه، إذ أكد أن الإمام برئ من أموال الزكاة وأن دوره يقتصر على حث المواطنين على أداء الركن الثالث من أركان الإسلام· وأكد الوزير أن حملة الانتقادات تقوض الجهود التي تبذلها الوزارة منذ 10 سنوات فيما يتعلق بصندوق الزكاة، مشددا على أن استثمار أموال المزكين تم إقراره "بناء على فتاوى لعلماء ومجامع علمية تعود إلى القرن السادس وإلى عهد الإمام النووي القائل أن الزكاة تستعمل للحياة"· وأضاف المسؤول أن "من يرفض هذا الرأي له ذلك، لكن دون أن يفرض على الآخرين رأيه"، مشيرا إلى القاعدة الفقهية القائلة:" حيثما تكون المصلحة فثمة شرع اللّه"· وذكر الوزير بأن "كل من يحمل بطاقة تعريف وطنية له الحق في أن يطلع على صندوق الزكاة وحتى على قائمة المستفيدين منه"، مضيفا أن المساجد مفتوحة للعلماء و"لم توصد في وجوههم" وأنه بإمكانهم التدريس في المساجد بما ينفع الأمة.