من الصعب جدا المراهنة على لاعبين يعانون من إصابات أو قلة المنافسة أكد حسان يبدة، أن الإصابات الكثيرة التي تلاحق زملاءه في المنتخب الوطني هي نتيجة للإرهاق الشديد الذي أصابهم وعدم الراحة منذ منتصف العام الماضي، والتي حتمت على اللاعبين رمي كل ثقلهم في اللقاءات التصفوية المؤهلة إلى المونديال وكأس أمم أفريقيا، وما تلاها من مجهودات بدنية كبيرة بذلها ''الخضر'' في موعد أنغولا.أما عن خصوم الجزائر في جنوب إفريقيا، منتخبات سلوفينيا، إنكلترا والولاياتالمتحدة، فاعتبر يبدة أن كرة القدم ليست علوما دقيقة، بل من يجتهد ويكون أحسن في التركيز ويرغب بالفوز، ستزول كل الصعاب من أمامه. ما تعليقك على حالة المنتخب في الآونة الأخيرة مع الإصابات التي تلاحقه؟ يؤسفني حقا أن تكون جميع عناصر المنتخب مصابة في الفترة الحالية، وهذا أمر يحبط قليلا من معنويات الطاقم الفني، خاصة حينما يرى أن التشكيلة تعاني من الإصابات ومبتعدة عن المنافسة، ولكن الأمل يبقى دائما قائما في عودتنا السريعة إلى الميادين والمنافسة، وهذا ما سنحاول تداركه في المدة القادمة. بالنسبة لك، هل تعافيت نهائيا من الإصابة، وهل ستظهر بنفس مستوى كأس أمم أفريقيا؟ الأمر لا يختلف كثيرا عن رفقائي، فأنا عدت قبل أسبوعين فقط إلى جو التدريبات مع فريقي بورتسموث، وأنا الآن في صحة جيدة مقارنة بما كنت أشتكي منه في السابق، حيث غبت لمدة طويلة أدخلت في نفسيتي الشك، وصرت قلقا على مستقبلي ومستواي، ولكن في المدة الأخيرة، ومع العلاج الذي خضعت له، أنا في صحة جيدة وجاهز لتقديم أفضل ما لدي مع فريقي، قبل أن أنطلق إلى المنتخب وأحضر إلى المونديال. ما الذي تقوله للاعبين الجزائريين المترددين في تلبية دعوة المنتخب واللعب للجزائر؟ أريد أن أقول لكل هؤلاء أنهم لا يفقهون شيئا ولا يعرفون ما هو المنتخب الوطني بحماسه، بجمهوره وبالروح الأخوية والجماعية التي نعيشها، وهي كلها مميزة ورائعة. فحينما نتحدث عن الحيوية في المجموعة فلا يوجد مثيل لها، ولا حتى عن العمل والظروف التي تضعنا فيها الاتحادية، فهي كلها مميزة وجميلة جدا، ومخالفة تماما لما نسمعه من هنا وهناك حول المنتخب، وحالة الفوضى التي تسوده، ولهذا أقول أنه يجب التنقل إلى المنتخب ليعرف كل واحد ويعيش ما عشته أنا، فالمنتخب مسير كما ينبغي، بل هو منضبط إلى درجة كبيرة من الاحترافية، وكل وسائل العمل والراحة متوفرة للاعبين، وفوق هذا فحينما تلعب أمام أبناء بلدك وعائلتك وأعمامك وأخوالك وجيرانك، فهذا يمنحك شعورا بالفخر والاعتزاز. وهل ترددت أنت في اللعب للجزائر وتلبية دعوتها؟ لا، لأن وضعي كان متوقفا على قوانين ''الفيفا'' الخاصة باللاعبين الذين سبق لهم تقمص ألوان منتخب آخر، وكانت القوانين لا تسمح من قبل بتغيير الفريق، ولكن بعد شطب ''قانون البهاماس'' الخاص بهذا البند، لم أتردد ولا للحظة في قبول دعوة الجزائر، اللاعبون، المدرب ورئيس الاتحادية الجزائرية يعرفون جيدا ما أقول، والسبب الوحيد الذي جعلني آخذ بعض الوقت للالتحاق بالمنتخب الجزائري، هو ما حدث لي مع النادي الذي ألعب له (بنفيكا)، والذي تردد كثيرا في إعارتي، ولكن بعد أن سويت الأمر والتحقت ببورتسموث، وفي أول فرصة بعدها التحقت ب'' الخضر''، واليوم أنا مع فريق بلدي وأفتخر وأعتز بجزائريتي، وتمثيل الألوان الوطنية. اعتزازك تقابله مسؤولية كبيرة تنتظرك في نهائيات كأس العالم، ما تعليقك عليها؟ بكل صراحة، حينما أكون مع منتخب بلادي تغمرني سعادة لا توصف، بل أعيش تلك اللحظات وكأنني في حلم لا أريده أن ينتهي، وعليه أقول شرف كبير جدا بالنسبة لي أن أكون عنصرا من '' الخضر''، وحاضرا لحظة عزف النشيد الوطني، التي لم ولن أنساها طيلة حياتي في كل مرة نخوض فيها لقاء كبيرا. ومناسبة كأس العالم ستكون فرصة لجميع العرب والعالم أن يدركوا أن ''محاربي الصحراء'' في جنوب إفريقيا سيشرفون العرب ويقدمون عروضا كروية جميلة وفي مستوى العرس العالمي. مع كثرة الإصابات التي تلاحقك، هل ترى أن فترة الاستعداد للمونديال ولعب مباراتين فقط كافية لمثل هذا الحدث العالمي؟ بكل صراحة لا تكفي للمنتخبات التي لم تنظم معسكرات تدريبية مغلقة وطويلة، ولم تلعب ستة لقاءات في منافسة كبيرة، أما بالنسبة لنا، فالتوفيق كان من عند الله، وهو من منحنا القوة والعزيمة لبلوغ الدور نصف النهائي، ولعب المباراة الترتيبية أمام نيجيريا في نهائيات كأس أمم إفريقيا، وعليه أقول أن الفترة القادمة لن يحتاج فيها المدرب رابح سعدان لمعرفة مستوى المنتخب أو يجرب لاعبا أو آخر، بل مهمته ستكون مضبوطة، تكتيكية بالدرجة الأولى، طالما أن الفريق، كما قلت لك، كسب الانسجام اللازم وصار يلعب بتلاحم كبير وبروح جماعية بقيت جميع المنتخبات تنوه بها، وكل ما أتمناه هو أن يستعيد جميع زملائي عافيتهم ويعودون إلى سابق قوتهم، وهذا طبعا لا أشك فيه، لأن ثقتي في الجميع كبيرة. أنت وبعض لاعبي المنتخب ضيعتم فرصتكم مع أنديتكم بعد العودة من أنغولا، سواء بفعل الإصابة أو لخيارات تكتيكية، ما تعليقك؟ لقد قلتها، هي خيارات تكتيكية وأخرى بدنية، فلا يخفى على الجميع أننا كلاعبين مضت علينا مدة طويلة لم نستفد من راحة، وأنا شخصيا منذ شهر أكتوبر من العام الماضي لم أستفد من راحة، وتعدد الجبهات يجعل إمكانيات اللاعب تتأثر بفعل كثافة المنافسة. وعلى كل حال، أعتقد أن الجميع حاليا بدأ يستعيد إمكاناته ويتحسن وينظر إلى المونديال، وعليه، فأنا جد متفائل بعودة الجميع وتجاوزهم للمشاكل التي تحدث معهم في أنديتهم، مثل كريم زياني الذي يلقى التهميش في فولسبورغ، أو مطمور أو عنتر يحيى في وقت سابق، ولكنهم عادوا وهم اليوم يشاركون كأساسيين. وكيف تبدو لك لقاءات المونديال، سواء مع سلوفينيا، إنكلترا أو الولاياتالمتحدة؟ بطبيعة الحال هي منتخبات كبيرة وقوية وعالمية، ستكون فيها إنكلترا المرشح الأول للظفر بتأشيرة التأهل إلى الدور الثاني، وهذا ليس كلامي فقط، وإنما آراء المتتبعين والمحللين، بل يرشحونها لبلوغ النهائي، ولكن ستكون لنا فرصة، حسب هؤلاء، للتنافس مع سلوفينيا والولاياتالمتحدة من أجل الظفر بالتأشيرة الثانية، ولكن يبقى أهم ما يجب عليّ أن أشير إليه هنا، هو أن كرة القدم ليست علوما دقيقة... بل في كرة القدم كل شيء وارد، خاصة إذا ما تحلينا بروح المسؤولية وعزيمة شديدة لتشريف العرب وتمكين الجزائر من استعادة أمجادها وقوتها في المحافل الدولية والعالمية. ولهذا أقول أننا سنكون في جنوب إفريقيا أمام حدث تاريخي لا يجب أن ندعه يمر دون أن نترك بصماتنا عليه. النقاد يقولون أنه بدلا من أن ينظر سعدان إلى منافسي الجزائر قبل شهرين من انطلاقة المونديال، فهو في رحلة معاينة للاعبين في أوروبا، ما تعليقك؟ المدرب يعرف جيدا ما يفعله، فمنافسونا كإنكلترا أو الولاياتالمتحدة أو حتى سلوفينيا لم يعودوا كما في السابق يخفون أوراقهم، بل مع الاحترافية الكبيرة الموجودة في أوروبا والبطولات التي يلعب لها كل عنصر في هذه المنتخبات الثلاثة مع أنديتهم في إنكلترا، ألمانيا، فرنسا إيطاليا وإسبانيا، لا يجعل المدرب بالضرورة يبقى دائما يتابع أخبار منتخباتهم، بل همه ينحصر في اللاعبين والثغرات التي يجب أن تسد قبل السفر إلى جنوب إفريقيا، وفي هذه النقطة فأنا وبكل حيادية أقف إلى جانب سعدان، وأوافقه على العمل الذي يقوم به، لأن العمل الذي ينتظرنا كبير والمسؤولية ستكون أكبر. هل يمكن أن توضح أكثر؟ في الوقت الحالي المنتخب يعاني من إصابات كثيرة في التعداد، ومن الصعب جدا المراهنة على لاعبين يشتكون من الإصابة أو قلة المنافسة وترمي بهم في لقاءات كبيرة في منافسة عالمية، وإذا كانت المنافسة يمكن تداركها لكن الإصابة لا أعتقد ذلك، بل ستكون في حد ذاتها مغامرة كبيرة، سواء من اللاعب أو من المدرب، لأننا في جنوب إفريقيا لن نكون في رحلة سياحية، بل من أجل هدف واحد، تشريف الجزائر والعرب، وعليه فسعدان يعرف جيدا ما يقوم به.