أوضح الدكتور الباحث فؤاد شحات مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي أن الخلل في تأخر الجزائر في تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الإنتاج الغذائي، لا يعود أساساً إلى غياب الاستراتيجية، ولكن يكمن في تطبيق الاستراتجية على أرض الميدان، وتصحيح الهفوات والنقائص دورياً. مشيراً إلى أن الجزائر تملك مؤهلات بشرية وطبيعية هائلة للإقلاع الاقتصادي في ميدان الإنتاج الفلاحي والحيواني، والتخلص من التبعية، خاصة بالنسبة للمواد الأساسية كالحبوب، الحليب وبعض الخضروات كالبطاطا والطماطم. وأكد السيد شحات على هامش اليوم البرلماني حول الاستراتيجية الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي، المنعقد أمس بالمجلس الشعبي الوطني أن معهد البحث الزراعي يقوم بالتنسيق مع 13 معهداً تقنياً آخر عبر الوطن بمتابعة ومرافقة الفلاحين في ميدان استعمال التقنيات الحديثة في الفلاحة، كالحبوب، الحوامض، تربية الحيوانات وغيرها، وأنه بصدد توفير مخبر للتكنولوجيا الحيوية، وبنك للجينات لفائدة الباحثين والفلاحين، وأن معهده يجتمع مرة كل شهر لدراسة ما تحقق، ويقوم برسم مخطط شهري يتضمن تقسيم المهام في القطاع الفلاحي، مفيداً أنه بإمكان الفلاح أو المربي التقرب من المعاهد المنتشرة عبر ولايات الوطن للاستفادة من الخبرة العلمية للباحثين. وأشار المتحدث أيضاً إلى الجهود المبذولة لتحسين أنواع الحبوب وعمليات التهجين لتكييفها مع التربة في مختلف مناطق الوطن وكذا المناخ السائد، وقد انطلقت هذه التجربة وتم من خلالها تحضير بذور مهجنة يجري تجريبها في عدة ولايات كسطيف، سيدي بلعباس وتيارت، إلى جانب ذلك يقوم المعهد الوطني عن طريق الباحثين التحكم في الأصناف الحيوانية المحلية وتحسين سلالتها، بما يضمن توفير الضروريات كمادة الحليب مثلاً، وذلك عن طريق تهجين السلالة المحلية مع الأجنبية، على غرار صنف الأغنام ''تدمايت'' المهددة بالانقراض وصنف ''الحمراء'' التي لم تتطور بعد، ونفس الشيء بالنسبة للماعز والأبقار، هذه الأخيرة التي يجري البحث بشأنها لتوفير أبقار لا تستهلك الكثير من الأغذية، كتلك التي تأتي من الخارج مثل صنفي ''أورشتاين'' و''مونبيليار'' وحسبه فسلالة الأبقار ''القالمية'' المحلية لا تتطلب الكثير من الأعلاف ولكنها تنتج كمية قليلة من الحليب، وعن طريق التحسين سوف يتم توفير سلالة تدر حليباً كثيراً بتكلفة منخفضة.