تحتفل مدينة وهران على غرار كل المدن الجزائرية الكبرى والصغرى، بشهر التراث، الذي يعد شهرا تقييميا وعودة إلى التاريخ والحضارة والآثار واستذكار الذات، فهل حظيت المعالم الأثرية بكل اهتمامنا أم أنها ما تزال تقف في طابور الانتظار؟ في الوقت الذي تحتفل به مدينة وهران بشهر التراث تبقى بعض المعالم الأثرية التي تم تصنيفها كمعالم أثرية وتاريخية تعاني الإهمال. ومن الأثار التي ما تزال تشكو الوضع المزري والنسيان، ''قصر الباي''، فهذا المعلم التاريخي تحتله بعض العائلات التي ربما هي في ''حاجة الى سكن''، والتي قد يكون وجودها بهذا المعلم التاريخي يشكل خطرا عليه وعلى إدخال بعض التغييرات على مبانيه وهندسته، هذا إن لم يلحق بالمعلم الاندثار، خاصة وأن هذه الأسر أدخلت عليه بالفعل بعض التعديلات، خصوصا الجدران، ولا تلام العائلات التي تسكن هذا المعلم التاريخي بقدر تتحمل مسؤولية هذه التغييرات الهيئات المسؤولة عن الآثار والعمران والمعالم التاريخية.من المآسي التي لحقت ب''قصر الباي'' أنه تم اقتلاع بلاط القصر وزليجه الذي كان يزين صحن القصر وقاعة الديوان، هذا السطو أضر بالقصر وشوهه بشكل كبير. المعلم الأثري هذا ظل لسنوات يفقد أشياءه شيئا فشيئا مما جعل بعض الأفارقة يتجرأون ويتخذون إحدى حجرات القصر مرقدا، مما جعل الجهات المختصة وهذا منذ سنوات تتدخل وتخلي المكان من المتشردين. وها هو اليوم ''قصر الباي'' يعاني الإهمال والنسيان رغم أنه يعد من المعالم التاريخية التي تتميز بها مدينة وهران، إن هذا القصر يصرخ لكل ما أصابه من ألم الهدم والتغيير والتعديل والإهمال، لعل وعسى توليه الجهات المختصة اهتمامها وتنقذه من الدمار المحدق به، فهل من مجيب؟