ستطلق الجزائر وإيطاليا في الأيام القليلة القادمة عدة مشاريع شراكة تندرج في إطار تطوير عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تتمثل في تطوير شعبة الحليب ومشتقاته وتصنيع زيت الزيتون، بالإضافة إلى دعم فرع تصنيع المجوهرات والحلي، وذلك بإقامة مشاريع نموذجية مع إيطاليا بالجزائر، حسبما كشف عنه السيد مصطفى بن بادة وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية. وأشاد السيد بن بادة في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الأيام البرلمانية حول دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التطور الاقتصادي والاجتماعي أمس بجنان الميثاق بالجزائر، بنوعية العلاقات الجيدة بين الجزائر وإيطاليا، داعيا إلى استغلال هذه العلاقات لتطوير الشراكة في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وهو السياق الذي ذكر من خلاله أن المؤسسات الجزائرية تربطها علاقات ثقة مع نظيراتها الإيطالية، علما أن تجهيزات 60 بالمائة من المؤسسات الناشطة في مجال الصناعات الغذائية من صنع إيطالي. كما أشار الوزير إلى توقيع قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على اتفاقية شراكة مالية بين المؤسسة الجزائرية للاستثمار والمؤسسة المالية الإيطالية ''سيماست'' من شأنها تسهيل عمليات الشراكة بين مؤسسات البلدين، كما أنها تشكل أداة تمويل ملائمة لمساندة مشاريع الشراكة التي يمكن أن تبادر بها هذه المؤسسات. وفي هذا الصدد دعا السيد بن بادة لتنظيم أيام إعلامية حول موضوع هذا التمويل لفائدة أصحاب المؤسسات في كلا البلدين، بغرض بناء علاقات عمل قوية بين المقاولين الجزائريين والإيطاليين وتقديم الطريقة العملية محل اهتمام الطرفين. من جهة أخرى توقف المسؤول عند دور هذه المؤسسات في بناء الاقتصاد الوطني مشيرا إلى ارتفاع عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حاليا إلى 455 ألف مؤسسة توظف أكثر من مليون و300 ألف عامل. من جهته ألح السيد عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني على استغلال هذه الأيام البرلمانية الجزائرية الإيطالية لفتح النقاش حول دور المؤسسات والصناعات المتوسطة والصغيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبحث عن فرص الشراكة بين الجزائر وإيطاليا اللتين تربطهما علاقات صداقة وتعاون جد عريقة، مشيرا إلى أن حجم المبادلات التجارية الذي لم يضعف بتاتا بين البلدين يمكن له أن يأخذ منعطفا جديدا بفضل البرنامج الخماسي الهادف إلى خلق 200 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة بالاستفادة من التجربة الإيطالية الرائدة في هذا المجال. كما أكد السيد جينارو مالجيري رئيس الوفد الإيطالي منسق علاقات غرفة النواب الإيطالية مع بلدان البحر الأبيض المتوسط والبلدان العربية على أهمية استغلال هذا اللقاء لإقامة تعاون وإيجاد الأدوات الناجعة لتطوير هذا التعاون في المجالات الاقتصادية. داعيا إلى بناء شراكة متوسطية في كل الميادين وليس في المجال التجاري فقط للوصول إلى بناء فضاء حضاري جديد يستمد قوته من العلاقات التاريخية للبلدين وتكسير كل العوائق التي تشكل جدارا بين الشمال والجنوب في البحر المتوسط كون الجزائر شريك مهم وأساسي بالنسبة لإيطاليا.