انطلق أمس تربص المنتخب الوطني لكرة القدم بمدينة نورمبرغ الألمانية، التي اشتهرت في منتصف أربعينيات القرن الماضي بمحاكمها العسكرية التي مثل أمامها قادة النازية الكبار، والتي تحولت الى مدينة هادئة تستهوي السياح من كل أصقاع العالم، كما أنها تحتوي منشآت رياضية عملاقة تسمح بتنظيم أكبر المنافسات العالمية. اختيار سعدان لهذه المدينة الهادئة، قد يسمح للاعبينا بالمزيد من التركيز، لكن الجدل القائم حول التسريبات التي أطلقها البعض من محيط الطاقم الفني، الذين سبقوا المنتخب الوطني الى المانيا، خلق نوعا من الارتباك عند بعض اللاعبين الذين استهدفتهم تلك التسريبات، ولو أنهم يفضلون عدم التعليق عليها، طالما أن المدرب الوطني لم يتطرق الى الحديث عنها لا مع الذين ذكرت أسماؤهم ولا هو يريد التلميح إلى ما ينوي القيام به في هذا التربص، أو من خلال المباراة الودية التي سيلعبها المنتخب الوطني يوم 5 جوان الجاري امام منتخب الإمارات العربية المتحدة. وإذا جزمنا بأن كل التسريبات سليمة، فإن الواقع الذي كشف عنه المدرب الوطني رابح سعدان بعد مباراة ايرلندا مباشرة او من خلال تواجده في اليوم الموالي بباريس، يصب في نفس الخانة، لكن سعدان لم يتحدث عن الأسماء بقدر ما اشار الى ان الخطة ستتغير على ضوء الملاحظات التي دونها في لقاء دبلن وقال '' لقد لعبنا بتعداد منقوص وبوجوه جديدة، انني مرتاح لاشياء كثير لمستها، كما انني مرتاح لجاهزية يبدة وبوقرة و يحيى''. مؤكدا ان هذا الثلاثي سيكون حاضرا في لقاء الإمارات العربية، وهذا في حد ذاته مؤشر على ان سعدان سيدخل تعديلات على تعداده وفي الكثير من المراكز، وربما سيضطر الى توظيف اوراق جديدة على مستوى الهجوم الذي أقر بضعفه. الرهانات كثيرة والهجوم أكبر التحديات وتتحدث تسريبات صباح امس، عن أن سعدان الذي لم يجد الحلول الكافية لضعف خط هجومه الذي لم يسجل منذ مباراة كوت ديفوار برسم الدور ربع النهائي لكأس افريقيا للامم الأخيرة، وبعد ان ثبت له ان الرهان على عبد القادر غزال للتسجيل لم يعد مجديا، قد يوظف في مباراة الإمارات الوجه الجديد رضا بودبوز الى جانب رفيق جبور، لكن شريطة ان تكون مجموعة الوسط قريبة منهما، كما قد يوظف صايفي اساسيا من البداية، خاصة وان هذا اللاعب أثبت قدراته في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا في السنة الفارطة، واعطى النتائج المرجوة منه، حيث سجل وحرر رفاقه، وكان في كل مرة قريبا من مرمى الخصم. بوقرة ويحيى جاهزان والجدد بدون إشكال أما التغييرات المرتقبة على مستوى الدفاع، فهي ليست سرا وان سعدان عندما جرب الوجوه الجديدة في لقاء دبلن كان لابد عليه ان يفعل ذلك وإلا لماذا جاء بقديورة وبلعيد ومصباح، هذا من جهة، كما ان سعدان لم تكن امامه خيارات اخرى، طالما ان بوقرة كان مصابا، وكذا عنتر يحيى، لكن اطمئنانه على حالة الثنائي المصاب، يوحي بأنه سيوظفه في لقاء الإمارات. الوسط يملك البدائل الجاهزة ويبقى الجدل الذي غذته بعض التسريبات على مستوى خط الوسط، من الأشياء التي لا يحبذها رابح سعدان، خاصة في هذا الظرف بالذات، وربما يعتبره تخمينات صحفية بعد ان جفت منابع الاخبار، وبات التعامل مع الصحافة في هذا الظرف بالذات من الكبائر التي يجب تفاديها حتى لا يتحول المنتخب الوطني الى كتاب مفتوح يقرأه عامة الناس.وهنا لابد من العودة الى مباراة دبلن التي لم يلعبها منصوري كما عودنا، لكنه لم يكن الوحيد، الذي عوض، لأن التعويضات شملت العديد من الوجوه، وإذا كان الظهور القوي لمدحي لحسن في هذه المباراة أعطى الانطباع بأن سعدان وضع يده على قطعة اساسية في بناء تعداده، فهذا لا يعني إطلاقا ان أول ضحايا هذا التألق سيكون القائد منصوري، الذي قد لا يلعب مباراة الإمارات اساسيا وقد يوظف في أي وقت منها، وكل ذلك يندرج في اطار فلسفة المدرب، الذي ربما سيدخل من البداية اللاعب يبدة الى جانب لحسن بعد ان جرب طويلا الى جانب منصوري. أما الحديث عن من سيحمل شارة القائد فذلك لا يشكل أي حرج للمدرب الوطني، لأن هذه الشارة انتقلت بين عدد كبير من اللاعبين وحملها صايفي كثيرا كما حملها عنتر يحيى و قد تعود إلى زياني، وتصوير انتقال الشارة من لاعب الى آخر على انه من الهواجس الكبرى التي تشغل سعدان وتثير غضب هذا اللاعب او ذاك، ربما يكون قد املاه شح الأخبار وطبيعة المادة الإعلامية التي تأتي من نورمبرغ...