كم كان لبنان عملاقا، وكم صغرت كل القامات التي ينفخها الزيف فتحاكى انتفاخة الجبال وكبرياء الشهداء، وحدها الأمة العربية الاسلامية التي نسجت عرس المباركة وتركت البكاء للسماوات حتى تمسح كل الأحزان، لبنان ضمته الصدور والقلوب ومشت مع كبريائه الأشواق، وعانقت كل مجاهد فيه أرواحنا، وهكذا يصنع الرجال الوطن وينزعون الاعتراف من اعدائهم ويرسمون حدود الهزيمة والنصر، لم تزل الأكفان محمولة على الأكتاف، لم تزل البنادق مفتوحة على البوابة الجنوبية من الوطن، ولم يزل الأرز يواجه العاصفة ويقوم بلي ذراع الوحش ويطأ على رأس الجبل لتزداد قامته امتدادا، الحاج رضوان أمك لحد الآن لم تتذوق ملح الدموع، لم تعرف كيف ترسم ملامح الجزع لأن كل القلوب النقية الطاهرة تحمل قلبها علما آخر مشكلا من ثلاث نجمات تحسدها عليهن الشمس ولهذا قالت: " لا تبكوه وغنوة نشيدا لا يموت من مات شهيدا زفوه إلى جنان الخلد زفوه وأطلقوه طائرا غريدا هي الحرية يا عيمدها فامضى سبيلك مكرما محمودا فجروك كما الشمس أضاءت بعد الظلام فجرا جديدا انظر الحشود حولك تزهوا تجدد عهدك الصادق الموعودا هذه القدس تحيي فيك كل شهيد مضمخ جودا" وتبقى الأقواس مفتوحة لتستقبل نصر السماء الذي أيّد عبده ونصر جنده وهزم الصهيون وحده·