فككت مصالح الدرك الوطني بوهران شبكة خطيرة تتكون من أربعة أشخاص تملك سلاحا ناريا تستعمله لأغراض إجرامية مختلفة بغابة سانتكروز، منها الاعتداءات على الأشخاص بغرض السرقة ونقل المخدرات. وقد تم حجز هذا السلاح الناري الذي هو عبارة عن مسدس ألي من نوع بروني 8 مليمتر من صنع ايطالي يحمل رقم ,174892 واتضح أثناء التحقيق أنه ملك لشخص آخر أعاره لأفراد الشبكة لارتكاب جرائمها. وتم اكتشاف خيوط هذه الشبكة الإجرامية خلال عملية مداهمة قام بها 35 دركيا من المجموعة الولائية للدرك الوطني بوهران، مساء أول أمس بالمكان المسمى غابة الأفق الجميل ''سانتاكروز''، الذي يعتبر مكانا سياحيا تقصده الكثير من العائلات والسياح خاصة المغتربين الذين يأتون في عطلة إلى وهران للتنزه والاستمتاع بالهواء النقي للغابة المطلة على شاطئ البحر، الأمر الذي يفتح شهية المجرمين واللصوص الذين ألفوا الربح السريع بالسرقة. فخلال تواجد فرقة الأمن والتدخل التابعة للدرك الوطني والمدعمة بالفرق السينوتقنية المشكلة من كلاب مدربة ومختصة في الكشف والبحث بواسطة الشم بهذا المكان في عملية مداهمة حضرتها ''المساء'' لمحت عناصر هذه الفرقة بالطريق المؤدي إلى الأفق الجميل وبالضبط على مستوى أعالي ''البلونتير'' شابين مشتبه فيهما داخل الغابة حاولا الهروب بمجرد أن لمحا سيارات الدرك الوطني. ليتم القبض عليهما بعد ملاحقتهما من طرف عناصر الدرك التي فتشت المكان وعثرت على مسدس آلي مع مخزن رصاص فارغ، كان الشخصان يستعملانه للضغط على ضحاياهم وتخويفهم عند الاعتداء عليهم بهذه الغابة لتجريدهم من مختلف الأغراض التي تكون بحوزتهم. وخلال التحقيق معهما تبين أن الشابين اللذين لا يتعدى عمرهما 26 سنة ينشطان في إطار شبكة مختصة في السرقة والاعتداء باستعمال هذا المسدس حيث بلّغا عن شخص ثالث ينشط معهم من مدينة وهران، تم توقيفه بالإضافة إلى شخص آخر لا يزال في حالة فرار. وأفضت التحريات التي قامت بها مجموعة الدرك الوطني أن هذا المسدس ملك للشخص الرابع الموجود في حالة فرار والمدعو ''ب، أ'' قام بإحضاره لعناصر هذه الشبكة التي تستعمله في السطو والاعتداءات على المواطنين لسلب ممتلكاتهم، مستغلة حلول موسم الاصطياف الذي يعرف توافدا كبيرا للزوار والسياح من مختلف ربوع الوطن ومن الخارج على هذه المنطقة. مسدسات وهمية للتهديد والسرقة وفي هذا السياق ذكر العقيد عيسى بيدل قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بوهران أن مصالحه سجلت في مرات عدة حالات لشبكات تستعمل أسلحة غير حقيقية ومسدسات مصنوعة بمادة البلاستيك تشبه إلى حد بعيد المسدسات الآلية النارية لتخويف المواطنين لسرقة أغراضهم. كما أكد التحقيق بناء على تصريحات أحد الموقوفين أن أفراد الشبكة يستعملون هذا السلاح الناري أيضا لنقل المخدرات، في حين لا تزال التحريات متواصلة للكشف عن كل خيوط القضية وتفاصيلها. وتؤكد تحاليل أمنية أن عصابات نقل المخدرات والمتاجرة بها التي تسيرها بارونات خطيرة لها امتدادات دولية كثيرا ما تستعمل الأسلحة النارية في مختلف عمليات نقل سلعها لحماية نفسها، بحيث تختبئ هذه البارونات وراء شباب غير واع تستعمله لتحقيق أغراضها وبيع سمومها بالملايين مقابل منح هؤلاء الشباب مبلغا ماليا صغيرا. وتعرف ظاهرة نقل المخدرات انتشارا بالمناطق الغربية للبلاد التي تصلها هذه الكميات من المغرب مرورا بمغنية بولاية تلمسان ثم وهران أو بعض ولايات الجنوب الغربي كبشار لتوزيعها في باقي ولايات الوطن أو نقلها إلى دول أخرى، في الوقت الذي تتخذ فيه هذه البارونات من الجزائر منطقة عبور لنقل المخدرات من المغرب إلى اسبانيا أو باقي الدول الأوروبية. 1500 دركي لتطبيق مخطط دلفين بوهران وتبقى ولاية وهران بالرغم من التواجد الأمني الدائم لفرق الدرك الوطني حيث فاقت تغطيتها الأمنية أكثر من 80 بالمائة بالإضافة إلى التغطية الأمنية لفرق الشرطة، منطقة مهددة بالإجرام والاعتداءات بسبب تواجد الكثير من الملاهي الليلية التي غالبا ما تتسبب في مشاكل. ولحماية المواطن والحفاظ على سلامته وأمنه والسهر على تحقيق الاستقرار والراحة جندت المجموعة الولائية للدرك الوطني 1500 دركي في إطار مخطط دلفين الذي انطلقت في تطبيقه منذ الفاتح جوان الحالي، تاريخ انطلاق موسم الاصطياف لضمان الحضور الدائم والمراقبة الدائمة مع التواجد في نقاط هامة خاصة تلك المعروفة بالإجرام والمسالك التي يقصدها المصطافين بكثرة، وذلك بتسطير إستراتيجية تسمح بالقيام بتدخلات سريعة وفعّالة عند الضرورة لمكافحة كل الظواهر التي من شأنها المساس بالأمن العام. حيث تدعمت ولاية وهران هذه السنة في إطار هذا المخطط ب 100 دراج ناري و250 طالب من صنف الضباط، الذين سيتخّرجون من مدرسة الدرك الوطني بسيدي بلعباس، قبل مباشرة عملهم في مناصبهم الدائمة بعد انتهاء المخطط. علما أن هؤلاء الطلبة سيرتدون زيا خاصا قبل أن يوزعوا على مختلف شواطئ المنطقة التي تحصي شريطا ساحليا يمتد على طول 150 كيلومتر يضم أجمل السواحل بالمنطقة الغربية للبلاد، خاصة بمنطقة عين الترك الواقعة غرب عاصمة الولاية وهران، والتي تضم هي الأخرى 13 شاطئا مسموحا للسباحة يرتقب أن يزوره هذه السنة مليونا (2) سائح من داخل وخارج الوطن، في الوقت الذي تتوفر فيه دائرة عين الترك على عدة فنادق ومراكز استقبال تتسع لإيواء 3 ملايين سائح. ولضمان أمن السياح بهذه المنطقة وضعت مصالح الدرك الوطني تشكيلا أمنيا مدعما وقويا يسهر على تطبيقه 160 دركيا يتشكل من ستة مراكز مراقبة، حاجزين أمنيين نصف ثابتين ودوريات مستمرة خاصة خلال الفترة المسائية التي تعرف حركة كبيرة للمصطافين تفاديا لكل الانزلاقات أو الاعتداءات التي تمس بسلامتهم وتفسد أجواء عطلتهم. وفي مجال أمن الطرقات تم وضع 19 نقطة مراقبة، خاصة في النقاط السوداء عبر طول شبكة الطرقات المؤدية إلى مدينة عين الترك وضواحيها. مبعوثة ''المساء'' إلى ولاية وهران: زولا سومر