أحيت الولاية التاريخية الرابعة بالبويرة أمس إحدى أكبر دلائل وجرائم فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية وهي الذكرى ال53 لمجازر الجنرال بيجار المصادفة ل27 جوان من سنة 1957 والتي راح ضحيتها أكثر من 58 شهيدا ببلدية الصهاريج (50 كلم شرق الولاية)، فيما لايزال 14 شهيدا آخر مجهول الهوية إلى يومنا هذا. وتضاف الذكرى إلى أرشيف فرنسا الملطخ بدماء الأبرياء والتي كان وراءها السفاح بيجار الذي قام بعملية تمشيط واسعة لمدة ثلاثة أيام كاملة سخر فيها كل الوسائل البشرية واللوجستيكية من طائرات، دبابات وأسلحة مختلفة رفقة 35 ألف جندي بعدما جعل من قرية تا¥نونت مركز قيادة له نظرا لموقعها الاستيراتيجي معتمدا على سياسة الأرض المحروقة والاحتلال والسيطرة الشاملة على الموقع مع اعتقال أكبر عدد ممكن من سكان المنطقة إلى جانب تدمير المخابئ والمناطق المشكوك في إيوائها لمموني المنطقة لتجميد تحركات المجاهدين وتصفية الإقليم من أبطال الثورة. وامتدت عملية التمشيط هذه إلى عدة مناطق مجاورة كإيغزر وإيوا¥ورن، ثامورت إيجديد، إيغيل حمام، ثلاران، آث ولقان وبني حماد في مسعى من قوات الاحتلال لعزل هذه المناطق المشهورة بصعوبة تضاريسها والتي كانت ملجأ للمجاهدين، لتصبح هدفا لبيجار الذي راح يقصفها بالطائرات والمدفعيات متناسيا تواجد السكان بها، إلى جانب تطويق جميع نقاط المياه والمواقع الحساسة لتضييق الخناق على المجاهدين وشل حركاتهم مستهدفا عددا من المجاهدين وصناع الثورة أمثال الملازم عمروش مولود، المجاهدة مليكة قايد مع إلقاء القبض على الآخرين من أجل استنطاقهم وتعذيبهم لمعرفة مواقع وأخبار أبطال الثورة ثم إعدام العديد منهم وسجنهم بسجون أمشدالة وبشلول في إطار مواصلة جرائم فرنسا التي أرادت إفشال الثورة في بدايتها خاصة بعدما عرفت هذه الأخيرة خلال تلك السنة تغييرات تقنية حسب شهادة أحد مجاهدي الولاية ''محمد صايكي'' في مذكراته تحت عنوان ''شهادة ثائر من قلب الجزائر'' كاشفا عن بداية حركة سياسية جديدة توازي العمل الثوري بالولاية الرابعة التي تميزت بضمها لفئة شابة قادت الثورة، تتراوح أعمارهم ما بين 18و25 سنة إلى جانب تقسيم المنطقة الأولى التابعة للولاية السادسة، حيث ضمت للولاية الرابعة وسميت بالمنطقة الرابعة وقسمت إلى 03 نواح هي سور الغزلان، سيدي عيسى والبرواقية. للإشارة فقد كان لإحياء للذكرى هذه السنة طعما خاصا حيث صادف وفاة السفاح بيجار بتاريخ 19 من الشهر الجاري كما أرادت السلطات الولائية تخليد الذكرى وتذكير الأجيال القادمة بجرائم فرنسا.