وجهت أصابع الاتهام أمس باتجاه حركة شباب المجاهدين المتمردة في الصومال بالوقوف وراء عمليتي التفجير الانتحاريتين اللتين هزتا العاصمة الأوغندية كامبالا رغم أن أية جهة لم تتبنها إلى حد الآن. وارتفعت حصيلة هاتين العمليتين إلى 74 قتيلا بعد أن كانت الحصيلةالأولى 30 قتيلا قبل أن ترتفع إلى 64 قتيلا. واهتز مطعمان في قلب العاصمة الأوغندية سهرة الأحد على وقع انفجارين عنيفين في وقت كان يعجان بالزبائن الذين حضروا لمتابعة مقابلة نهائي كأس العالم بين اسبانيا وهولندا. وسارعت الشرطة الأوغندية إلى ربط تنفيذ العمليتين بحركة شباب المجاهدين المتطرفة في الصومال اعتمادا على تصريحات أخيرة لقيادات هذا التنظيم المسلح بضرب الدول التي أرسلت قوات عنها إلى الصومال ضمن قوة حفظ السلام الإفريقية وخاصة أوغندا وبورندي اللتين أرسلتا أكثر من 6 آلاف عسكري إلى هذه القوات المتكونة من أصل ثمانية آلاف عسكري.. وهو الموقف الذي تبنته الحكومة الإثيوبية أيضا التي اتهمت علنا الإسلاميين الصوماليين بالوقوف وراء هاتين العمليتين. ولكن بركت سيمون الناطق باسم الحكومة الإثيوبية أعطى الاتهام صبغة سياسية عندما راح يؤكد على علاقة الإسلاميين في الصومال بدولة اريتريا العدوة التقليدية لأديس أبابا. كما أن الاتهام الإثيوبي جاء في سياق التطورات التي تشهدها دولة الصومال في المدة الأخيرة وجعلت الحكومة المركزية في موقاديشو تطالب من جيرانها وخاصة إثيوبيا مساعدتها على محاربة حركة شباب المجاهدين التي ترفض كل تدخل أجنبي في الشأن الداخلي الصومالي. وتعد هذه اول عمليات انتحارية ينفذها هذا التنظيم خارج الحدود الصومالية في حال تأكد مسوؤليته عليها وهو ما يعطي دلالات على أن هذا التنظيم بإمكانه أن يؤثر على الوضع العام في دول منطقة القرن الإفريقي وخاصة وانه أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة العالمي بقيادة أسامة بن لادن. كما أنها اعنف تفجيرات تشهدها منطقة القرن الإفريقي بعد تفجيرات سنة 1998 التي استهدفت سفارتي الولاياتالمتحدةالأمريكية في نيروبي الكينية ودار السلام التنزانية. وتكمن خطورة هذين التفجيرين كونهما نفذا أياما فقط قبل موعد قمة الاتحاد الإفريقي المنتظر عقدها بالعاصمة الأوغندية ما بين يومي 19 و27 من الشهر الجاري وسيكون الوضع في الصومال من أهم نقاط جدول أعماله . وكان قائد تنظيم حركة الشباب المجاهدين محمد عبدي غودان الذي دخل في حرب مفتوحة ضد الحكومة الصومالية بقيادة الرئيس شريف احمد شريف نشر تسجيلا صوتيا في الرابع من الشهر الحالي هدد من خلاله بضرب المصالح الأوغندية والبورندية لمشاركتهما في قوات ''اميسوم'' الإفريقية لحفظ السلام في هذا البلد. ويبدو أن السلطات الأوغندية لم تعر تهديدات حركة شباب المجاهدين أية أهمية وأكدت على لسان نائب وزير الخارجية الأوغندي اوكيلو اوريام أنها لن تسحب قواتها من الصومال في وقت أدان فيه الرئيس يوري موسفيني التفجيرين ووصف منفذيها بالجبناء. وأثارت العمليتان سخطا دوليا واسعا وحملة تنديد متواصلة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الإفريقي وفرنسا وكل الدول الإفريقية.