أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أمس أن قطاعه قرر اتخاذ عدة اجراءات ميدانية وقائية لمواجهة الأمراض خلال فصل الصيف، بتمديد أوقات عمل كافة المرافق والمراكز الصحية عبر الولايات الساحلية للوطن. ويقدر عدد هذه المؤسسات والمرافق الصحية ب531 عيادة متعددة الخدمات و174 عيادة ساحلية أخرى مع تجنيد 95 مؤسسة استشفائية و15 وحدة استعجالات طبية، إضافة إلى 78 مصلحة خاصة بالطب الوقائي. وأوضح الوزير ولد عباس خلال ندوة صحفية عقدت بمقر الوزارة حول '' برنامج الوقاية والتوعية الصحية أثناء فصل الصيف وشهر رمضان المعظم''، بحضور مدير الوقاية السيد اسماعيل مصباح، أن الظروف التي تميز الصحة العمومية خلال موسم الحر وفترة الصيام اقتضت ضرورة التجنّد الصارم والدائم باستنفار كافة المؤسسات والمرافق والمصالح الصحية عبر الوطن عامة وفي العاصمة خاصة، للتدخل في أي وقت لمواجهة الأمراض الناجمة خلال فصل الصيف وضمان تغطية صحية للمرضى خاصة الأطفال والنساء الحوامل والمسنين. كما أضاف أن هذه المرافق تتوزع عبر العديد من الولايات الساحلية، حيث تزاول نشاطها 24 على 24 ساعة وبالتحديد بولايات الجزائر العاصمة وجيجل وبجاية وتلمسان و تيزي وزو وسكيكدة ومستغانم وبومرداس وعين تيموشنت.. وغيرها. وقال ولد عباس في هذا الإطار، ''إن تجنيد كل هذه الطاقات إلى جانب تعزيز الوقاية بالنقاط الحدودية وتحسين استقبال المهاجرين يدخل ضمن الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة خلال موسم الصيف لهذه السنة، قصد التصدي لمختلف الأمراض المنتشرة في هذه الفترة والتكفل التام بها في الوقت المناسب''. ومن جهة أخرى، قدّم مدير الوقاية بوزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات الأستاذ اسماعيل مصباح عرضا شاملا عن إجراءات الوقاية من الأمراض في فصل الصيف لسنة ,2010 حيث أكد من خلاله انخفاض مختلف الأمراض والأوبئة المنتشرة في موسم الحر، مفسرا ذلك بالإجراءات المعتمدة في هذا المجال، كمراقبة المياه الصالحة للشرب وتحسين نظافة المحيط والصرف الصحي وتعزيز المراقبة الدورية والتكوين. ومن بين هذه الأمراض التي عرفت تراجعا ملحوظا في الفترة الأخيرة حسب السيد مصباح، تلك المنتقلة عبر المياه كالكوليرا التي تم القضاء عليها نهائيا بالجزائر وحمى التفوئيد التي انخفضت حالات الإصابة بها إلى 90 حالة بعدما كانت السنة الماضية تقدر ب631 حالة إصابة. وبخصوص التسممات الغذائية، قال مدير الوقاية بالوزارة أن الإصابات بها قد تراجعت من 5 ألاف حالة سجلت في سنوات التسعينيات إلى 3 ألاف حالة سجلت السنة الماضية والتي عرفت تسجيل عدد وفيات ضئيل جدا. مردفا أن نسبة 40 بالمائة من هذه التسممات الغذائية في مواسم الحر تعود إلى عدم احترام شروط وقواعد النظافة الخاصة بالوجبات الغذائية العائلية، فيما تبقى 60 بالمائة منها بسبب عدم احترام شروط النظافة والتبريد وهو ما يسجل كل سنة في الولائم والأفراح والأعراس. كما سجل العرض الذي قدمه مدير الوقاية بالوزارة انخفاض نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة باللسع العقربي لاسيما في المناطق الصحراوية الواسعة الانتشار، مرجعا سبب هذا التراجع إلى المجهودات التي قامت بها وزارة الصحة من خلال توفير 50 ألف جرعة لقاح ضد اللسع العقربي وتخزين ما لا يقل عن 30 ألف أخر وكذا تخصيص مراكز صحية بالمناطق المعنية للتكفل بالمصابين، في سياق آخر، ذكّر مسؤول مديرية الوقاية بالوزارة المعنية السيد اسماعيل مصباح بمختلف الإجراءات الوقائية والتحسيسية التي تدعو للالتزام بها مع حلول كل موسم صيف، خاصة المتعلقة بحالات الإسهال الحاد لدى الأطفال والحث على تزويدهم بالكمية الضرورية من الماء إلى جانب الفئات الضعيفة الأخرى كالنساء الحوامل والمسنين إلى جانب الحرص على عدم تعرضهم لأشعة الشمس الحارقة على شواطئ البحر تفاديا للاصابة بهذه الأعراض. ويضاف إلى ذلك، حرص الوزارة على التذكير بإجراءات أخرى لاتقل أهمية عن الأولى والمتمثلة أساسا في الوقاية والتحسيس من الحوادث المنزلية والتكفل بحوادث المرور وحالات الإصابات الجنسية والادمان على تعاطي المخدرات والآفات الاجتماعية والأخلاقية الأخرى. في الختام، أشار اسماعيل مصباح إلى الترسانة القانونية والتشريعية التي خصصتها الدولة لوقاية المواطن والبيئة كتلك المتعلقة بوزارة الصحة أو المتعددة القطاعات، منوّها بالدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاعلام في التحسيس بهذه الاجراءات الوقائية والتربية على السلوك الحضاري في المجتتمع.