يصبح جهاز التلفاز في العطلة الصيفية مصدرا للإزعاج والقلق عند بعض العائلات الجزائرية، فيقل ارتباطها به، بحكم ارتفاع درجات الحرارة والشعور بالكسل والخمول والرغبة الجامحة في النوم لساعات طويلة او الخروج للتنزه، بدل المكوث أمامه لمشاهدة البرامج التي تعرضها مختلف القنوات الفضائية، والتي تركز في مضمونها على الراحة والاستجمام، ما يزيد الشعور بالنفور منه. حاولت ''المساء ''من خلال جولتها الاستطلاعية بشوارع العاصمة، معرفة الى أي مدى يظل المواطن الجزائري مرتبطا بجهاز التلفاز في فصل الصيف، وما هي بالتحديد البرامج التي يميل الى متابعتها، فكانت الآراء التي رصدناه متشابهة عموما وتنحصر كلها في الابتعاد بقدر الممكن عن التلفاز، ومحاولة تعويضه بأنشطة أخرى كالخروج للتسوق او التنزه او النوم، لا سيما بالنسبة للذين لم يبرحوا وجهة سياحية معينة. في العطلة الصيفية أميل إلى الاستماع أكثر من المشاهدة حدثتنا الآنسة ''سميرة. س''، حرفية، التقتها ''المساء'' بساحة الشهداء عن ما تشاهده في الصيف من برامج، فقالت ان ارتباطها بالتلفزة يقل كثيرا بالصيف، على خلاف فصل الشتاء حيث يميل الفرد الى البقاء أمام جهاز التلفاز لعدة ساعات دون ملل بحثا عن الدفء، وعلى العموم تضيف انها تميل الى وسائل الإعلام السمعية اكثر من المرئية في العطلة الصيفية، فهي تفضل البرامج الإذاعية، خاصة القرآنية، كما تشغل وقتها بممارسة حرفتها التي تتطلب منها التركيز، ولهذا فإن ارتباطها بالتلفزة قليل، بل يكاد يكون منعدما في الصيف. الخروج والتنزه يحيل التلفاز على العطلة من جهتها، السيدة ''آمال''، معلمة التقتها ''المساء'' بساحة الأمير عبد القادر، قالت ان كثرة الأنشطة الصيفية والخرجات الترفيهية الى مختلف أماكن التسلية الموجودة بالعاصمة كالغابات والبحر وحدائق التسلية تحيل جهاز التلفاز على عطلة مفتوحة. وتضيف بأنها امرأة رياضية تابعت كل مقابلات المونديال التي عرضت على الشاشة وبعد انتهاء المونديال نسيت وجوده تماما، خاصة وأن أطفالها يميلون الى التسلية بألعاب الكمبيوتر وبالتالي تعلق '' قلما أشاهد التلفاز في العطلة وان حدث وفتحت التلفزيون فلمشاهدة شريط وثائقي ولا تدوم فترة جلوسي أمامه أكثر من ساعة''. وهو نفس الرأي الذي لمسناه عند السيدة ''رتيبة'' معلمة من جيجل، التي ترى أن ارتفاع درجات الحرارة بالصيف يجعلها لا تستطيع المكوث في مكان واحد بالبيت أكثر من ساعة، ''خاصة وان أيام الصيف طويلة وسرعان ما نصاب بالملل''. مشاهدة التلفاز في الصيف يدفع إلى النوم في ظل ارتفاع درجات الحرارة ولأن بعض المنازل تفتقر إلى المكيفات الهوائية، فإن درجات الخمول والكسل تزداد، خاصة بعد وجبة الإفطار، وبالتالي يصبح الشعور بالنعاس سيد الموقف والمتحكم في زمام الأمور، هذا الانطباع لمسناه عند الشاب ''محمد'' بائع بساحة الشهداء، الذي حدثنا قائلا، انه يعود الى المنزل وتناول وجبة الغداء التي يكثر فيها من استهلاك المشروبات الغازية الباردة لإطفاء الظمأ، بعدها يستلقي على السرير ويشعل جهاز التلفزة على قناة رياضية، وماهي إلا ثوان حتى يغط في نوم عميق، لذا يضيف ان مشاهدة البرامج التلفزيونية في الصيف خلال النهار مستحيلة، وان افضل وقت لذلك هو الليل، حيث تنخفض درجات الحرارة. وعما ما يشاهده يقول ''أميل الى متابعة الحصص الرياضية وبعض أفلام الأكشن التي اشتريها او استلفها من أصدقائي''. سالبرامج الترفيهية والغنائية أكثر ما يتابع في الصيف بعض المستجوبين من النسوة انحصرت إجاباتهن حول متابعة البرامج الترفيهية والسكاتشات التي تبث على القناة الجزائرية وبعض الفضائيات بالليل، حيث يجتمع أفراد الأسرة حول وسيلة التسلية الوحيدة الموجودة بالبيت، وهي التلفاز، بينما تميل الفتيات الى متابعة الأغاني والكليبات أو مختلف المهرجانات التي تقام في الصيف. وعلى العموم، يظل التلفاز الملاذ الوحيد للذين لا يملكون وجهة صيفية، فمثل هؤلاء عزاؤهم الوحيد هو السفر الافتراضي عبر ما تعرضه القنوات من برامج وأشرطة، لا سيما السياحية منها.