المعروف أن الصيف هو الموسم الذي ينتعش فيه النشاط الثقافي ويتكثف، إلا أن هذا المشهد يكاد يكون غائبا عندنا خاصة فيما يتعلق بالجمعيات الثقافية الناشطة عبر تراب ولاية الجزائر وضواحيها. تكاد تختفي الجمعيات الثقافية صيفا حيث يركن أغلبها إلى الراحة وبالتالي الإبتعاد عن أي برنامج خاص بهذا الموسم ما عدا بعض الجمعيات الثقافية والفنية التي يرتبط نشاطها بالمناسبات منها مثلا الجمعيات الموسيقية التي تتكفل بتنشيط بعض المهرجانات خاصة الأندلسية منها إضافة لاحيائها بعض الحفلات الخاصة التي تكون في إطار ضيق. كذا بالنسبة لمجال السينما حيث تختفي معظم الجمعيات على الرغم من قلتها ليحرم الجمهور من أنشطة كانت ستمتعه وحتى الدورات السينمائية التي كانت تقام من حين لآخر في دور السينما والتي كان لبعض الجمعيات نصيب في تنشيطها تتوقف في هذا الموسم (شهري جويلية وأوت)، وهكذا فإن ا لجمهور لا يمكنه إلا أن يتابع العروض العادية لأفلام مبرمجة عبر دور السينما. يبقى لبعض الجمعيات نصيبها في تنشيط بعض المناسبات كما أشارت إلى ذلك السيدة بديعة ساطور مديرة الثقافة بولاية الجزائر إذ أكدت ل»المساء« أن كل الجمعيات عبر الولاية يبهت شاطها صيفا وسوف تستعيد نشاطها مع شهر رمضان المعظم، وهو الشيء الذي أكده الفنان عبد الحميد رابية الأمين العام ل»جمعية الألفية الثالثة« إذ أن هذه الأخيرة لم تشهد أي نشاط يذكر خلال هذا الموسم لكنها سوف تقدم نشاطا خلال اليوم الثالث من رمضان والمتمثل في تكريم فنان الشعبي رحمة بوعلام الذي أعطى للأغنية الجزائرية الكثير ولا تزال روائعه تردد من قبل أجيال الفنانين خاصة رائعتي »جزائر يالشابة« و»أدعي يا لميمة«، وسيحضر هذا التكريم كوكبة من النجوم والوجوه الفنية وأصدقاء الفنان. جمعية ثقافية معروفة بنشاطها خلال المناسبات الوطنية. وفي حديثه ل»المساء« كشف السيد محمد عباد رئيس الجمعية عن نشاط الجمعية الخاص بذكرى 20 أوت حيث ستخصص هذه السنة لأحداث 20 أوت 1955 وستشهد الإحتفالات الرسمية مدينة الدويرة من خلال إقامة الكثير من الأنشطة الثقافية والمعارض وإبراز مآثر شهداء المنطقة، كما سيحتضن منتدى »المجاهد« ندوة تاريخية ينشطها الوزير الأسبق ابراهيم شيبوط والمجاهد عبد الحفيظ أمقران. بالمقابل سيحتضن المجلس الدستوري لاتحاد المغرب العربي ندوة تاريخية بعنوان »البعد المغاربي لأحداث 20 أوت 1955« وسيتم التطرق فيها إلى تضامن الثورة مع ملك المغرب محمد الخامس الذي نفته السلطات الفرنسية إلى خارج بلده. من جهة أخرى، ستعمل الجمعية على تعزيز الثقافة الجوارية من خلال بعض الانشطة المقامة بالمخيمات الصيفية بضواحي العاصمة منها مثلا برنامج بعنوان »طفل يسأل ومجاهد يجيب« وكذا برمجة زيارات لبعض المؤسسات الثقافية والإعلامية كمتحفي الجيش والمجاهد وإلى حي القصبة العتيق.