أحيا الفنان العالمي إيدير، مؤخّرا، حفلا فنيا ضمن مهرجان قرطاج الدولي في دورته السادسة والأربعين، عرف إقبالا جماهيريا كبيرا يعكس مدى شهرة هذا الفنان، الذي حلّق في سماء الأغنية المرهفة الإحساس التي تتجاوز حاجز الكلمات وتقاسيم الأصناف الموسيقية لتخاطب وجدان المستمعين. وتنوّعت أغاني إيدير الذي أحيا الحفل مع السينغالي إسماعيل لو (الملقّب ببوب ديلان إفريقيا)، بين القديم والجديد، وأطرب بموسيقاه الأمازيغية الجمهور الحاضر من الجزائر، المغرب وليبيا بشكل خاص، فغنى إيدير للأم، الحب وللسلام، ولقيت الأغنيتان ''تيزي اوزو'' و''افافا ينوفا'' التي ترجمت إلى أكثر من 18 لغة، تجاوبا كبيرا من الجمهور الذي لم ينقطع عن التصفيق ولم يكل من الرقص. وقبل أن يحطّ بقرطاج، أمتع إيدير جمهور مدينة طنجة، في ختام الدورة السادسة من مهرجان ''ثويزا للثقافة الأمازيغية'' أمام بضعة آلاف من المتفرّجين، حيث ردّد مجموعة من أشهر أغانيه، والتي تجاوز بعض منها حدود المنطقة المغاربية لتلامس الشهرة العالمية، وكان بمثابة قامة حلقت عاليا في سماء الأغنية الأمازيغية، بصوته الرخيم وألحانه المرهفة، أضفى على الأمسية الختامية للمهرجان مسحة من الحنين تركت الجمهور على شوق وانتظار للدورة المقبلة. تجاوب الجمهور امتد على طول أداء الفنان الجزائري، ليبلغ مداه مع أغنية ''أفافا اينوفا''، التي فتحت باب الشهرة العالمية للفنان إيدير، وردد جمهور طنجة الأغنية التي يحفظ كلماتها عن ظهر قلب، وانساقت الأصوات على وقع النثر الدافئ لقيتارة إيدير وصوته القادم من أعماق أساطير منطقة القبائل.