أثنى قائد القوات البحرية اللواء مالك نسيب على طاقم السفينة المدرسة ''الصومام''937 التي عادت أمس من رحلة تدريبية ناجحة بكل المقاييس دامت قرابة الأربعين يوماً، توقفت من خلالها بمختلف الموانئ الأجنبية، وتمكّن 111 من الطلبة ضباط الصف من كسب خبرة وتجربة والعيش في البحر لمدة تقارب الشهر، وهو ما أكده لنا الطلبة الذين أشاروا إلى أن الرحلة كانت تاريخية وفتحت أعينهم على العالم، ومكّنتهم من كسب خبرة ميدانية والاحتكاك بمختلف المجتمعات والثقافات. ولدى إشرافه أمس بميناء الجزائر على مراسيم تفتيش السفينة المذكورة خاطب اللواء مالك نسيب أفراد الطاقم قائلاً: ''هنيئاً لكم على النجاح وعلى تمثيل الوطن أحسن تمثيل، وهذا مشرف'' مضيفاً أن هذا النجاح يعزز الإرادة في مواصلة هذا النوع من الحملات التدريبية لفائدة الطلبة الضباط للمدرسة العليا للبحرية بتمنفوست مشيراً إلى أن الرحلة أكدت للجميع أن ''مهنة البحاّر'' ليست سهلة وتتطلب الدقة والصرامة والالتزام، وقد بدا المسؤول الأول عن جهاز البحرية راضياً عن الأداء الجيد الذي قدّمه الطاقم الشاب والمؤطرون. واعترف الطلبة الضباط الذين حاورتهم ''المساء'' على المتن أنهم استفادوا كثيراً من هذه التجربة، وأن الرحلة حفرت في ذاكراتهم، وأنهم لن ينسوا تجربة شق عباب المحيطات وأمواجها العاتية والجزر النادرة والموانئ المختلفة والمدن السياحية وذكريات لقاء بعض أفراد الجالية الجزائرية في الخارج، وفي هذا السياق ذكر لنا أحد الطلبة أنه كان يتجول بكل حرية بلباسه العسكري في شوارع ألمانيا والمملكة المتحدة، وأن العديد من الأجانب طلبوا أخذ صور معه، ولم ينسَ آخر ذلك الترحاب الذي لمسه أفراد البحرية الجزائرية لدى الهيئات العسكرية والمدنية بالمدن التي حلوا بها، ''لقد أحرجونا بحفاوتهم..'' -قال محدثنا-، ليعود طالب آخر إلى استحضار صور البحار والجزر والمضايق والخلجان بالبحر الأبيض المتوسط، المحيط الأطلنطي، بحر المانش، بحر الشمال وبحر البلطيق التي لم يرها من قبل. وشارك في الحملة التدريبية التي انطلقت يوم 2 جويلية المنصرم وانتهت يوم أمس 9 أوت 111 طالباً ضابط صف للسنة الأولى من نظام ''أل.أم.دي'' بالمدرسة العليا للبحرية بتمنفوست، من بينهم طالبان من ليبيا وطالب واحد من كل من فلسطين، موريتانيا، تونس وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وشهدت الرحلة 4 توقفات في موانئ أجنبية في فترة دامت 15 يوماً وكانت فرصة لتقديم دروس تطبيقية للطلبة الضباط، فضلاً عن دروس نظرية تم من خلالها اختبار إمكانياتهم في التأقلم مع ظروف الملاحة الحقيقية في أعالي البحار والمضايق والخلجان وكذا التعرف على الأسلحة والمعدات الموجودة على المتن. كما سمحت الرحلة التي جرت في مسار للطلبة الضباط من خلال مختلف التوقفات بالتعرف على ثقافات وحضارات البلدان المستضيفة ونمط الحياة فيها والمناخ الذي يميزها. وأوضح الرائد محمد قدرو رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية بالنيابة أن أيام التدريب قسمت إلى 23 يوماً للملاحة البحرية و15 يوماً خصصت للتوقفات في أربعة موانئ أجنبية، حيث كانت الانطلاقة من الجزائر نحو ميناء بونتا دالفادا بالبرتغال ودامت 3 أيام، لتقضي السفينة نفس الفترة بميناء بورتسموث بالمملكة المتحدة، ثم زارت ميناء كيال بألمانيا، وتوقفت بميناء المرسى الكبير بوهران من 27 إلى30 جوان لتعود بعدها إلى ميناء بلبرن بإيطاليا من 3 إلى 6 أوت ثم عودتها إلى الجزائر البارحة.