رسمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التقسيمات الجديدة الخاصة بجامعة الجزائر التي تفرعت إلى ثلاث جامعات، هي جامعة الجزائر، جامعة دالي إبراهيم وجامعة بوزريعة بموجب نص ثلاثة مراسيم تنفيذية تم التوقيع عليها في شهر أكتوبر الماضي ونشرت في العدد الأخير للجريدة الرسمية أمس. وستكون هذه الجامعات بموجب هذا المرسوم مؤسسات عمومية ذات طابع علمي، ثقافي، مهني تتمتع بالاستقلالية المالية والإدارية. وتضم جامعة دالي ابراهيم حسب هذا التقسيم كلية العلوم الاقتصادية، العلوم التجارية، علوم التسيير، كلية العلوم السياسية والإعلام، إلى جانب معهد التربية البدنية والرياضية. وحسب نص المرسوم فإن جامعة دالي ابراهيم يسيرها مدير ومجلس إدارة يتكون من أعضاء تابعين لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى جانب ممثلي أربعة قطاعات وزارية أخرى، هي وزارة الخارجية، وزارة التجارة، وزارة الشبيبة والرياضة وكتابة الدولة لدى الوزير الأول المكلفة بالاتصال. كما تقرر حسب نص المرسوم تحويل كل الأملاك المنقولة والعقارية التي كانت تابعة لكلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير وكلية العلوم السياسية والإعلام ومعهد التربية البدنية والرياضية، إلى جانب المستخدمين التابعين للكليتين والمعهد المذكورين، من جامعة الجزائر إلى جامعة دالي ابراهيم. ومن جهتها تضم جامعة بوزريعة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، كلية الآداب واللغات، بالإضافة إلى معهد الآثار، مع تعيين ممثلين عن وزارة الثقافة ووزارة السياحة ضمن أعضاء مجلس إدارة الجامعة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقسيم سيسمح بتخفيف الضغط على كل جامعة التي سينحصر عدد طلابها في حدود 40 ألف طالب. وبالنسبة لجامعة الجزائر فإنها أصبحت بعد التقسيم الجديد تضم كليات الطب، الحقوق والعلوم الإسلامية، مع تعيين ممثلين من وزارتي الصحة والشؤون الدينية ضمن أعضاء مجلس الإدارة. ويهدف قرار تقسيم جامعة الجزائر وفصل جامعتي دالي ابراهيم وبوزريعة إلى تخفيف الضغط عليها بالنظر إلى الأعداد الكبيرة للطلبة الذين يتوافدون عليها. وتخفيف العبء على الجامعة المركزية والتحكم أكثر في تسيير الشؤون الأكاديمية والعلمية والإدارية للطلبة ولمستخدمي الجامعة من أجل ضمان تكوين نوعي يتماشى والمحيط الاقتصادي والاجتماعي. بالإضافة إلى تسهيل الشراكة بين الجامعة ومختلف القطاعات والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية بغرض توظيف أحسن الكفاءات بما يتلاءم واحتياجات سوق العمل. ويعتبر هذا التقسيم السابع من نوعه في تاريخ الجامعة الجزائرية منذ الاستقلال حيث كانت أول إعادة هيكلة عرفتها جامعة الجزائر سنة 1967 عندما رقيت ملحقة وهران إلى جامعة، ثم تلاها تنظيم كان بعد ترقية ملحقة قسنطينة إلى جامعة سنة .1968 وكان ثالث تنظيم عرفته الجامعة يوم رقيت كلية العلوم إلى جامعة للعلوم والتكنولوجيا سنة 1978 حيث أصبحت تعرف فيما بعد باسم جامعة هواري بومدين. وكان رابع تنظيم نتيجة لإرساء الخارطة الجامعية الجديدة سنة ,1984 حيث انفصلت مجموعة من المعاهد والمدارس العليا كالمدرسة العليا للتجارة، معهد الفلاحة والمعهد العالي للعلوم الطبية. أما خامس تنظيم شهدته الجامعة فكان بعد ترقية معهد الترقية الاجتماعية للعمال إلى جامعة تسمى جامعة التكوين المتواصل وانفصال المعهد العالي لأصول الدين في سنة .1987 ليكون سادس تنظيم يوم رقيت ملحقتا غرداية وتمنراست إلى مركزين جامعيين سنة .2007 وتجدر الاشارة إلى أن كل الجامعات والمدارس والمعاهد التي انبثقت من جامعة الجزائر أصبحت في مدة وجيزة مؤسسات جامعية ذات صيت علمي متميز. والهدف المتوخى كل مرة من هذه الهيكلة هو التحكم أكثر في تسيير الشؤون الأكاديمية والعلمية والإدارية للطلبة ولمستخدمي الجامعة حسبما أكده السيد طاهر حجار رئيس جامعة الجزائر في كلمة ألقاها لدى إشرافه على حفل تخرج الطلبة المتفوقين من جامعة الجزائر نهاية شهر جوان الماضي.