دعت الجزائر المجموعة الدولية الى تقديم المزيد من المساعدات للحكومة الباكستانية لمواجهة الفيضانات غير المسبوقة التي شهدتها في الأيام الأخيرة، وأكدت خلال مناقشات جرت بنيويورك أول أمس الجمعة ان المساعدات لا يجب ان تقتصر على تلك المصنفة في خانة الاستعجال ولكن لتمتد الى إعادة الاعمار. شارك ممثل الجزائر لدى الأممالمتحدة السيد مراد بن مهيدي ليلة الخميس الى الجمعة في أشغال الجلسة الختامية للاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة المخصص لدارسة تطورات الوضع في باكستان بعد الفيضانات التي شهدتها وأسفرت عن مصرع 1500 شخص وفقدان 4 ملايين لمنازلهم وإحصاء 15 مليون منكوب. وقدم السيد بن مهيدي بالمناسبة تصور الجزائر حول كيفية إدارة مخلفات تلك الكارثة الطبيعية، وما يستوجب القيام به من طرف المجتمع الدولي لمواجهتها ومنح المساعدات الضرورية للمنكوبين والمشردين. وأشار سفير الجزائر لدى الهيئة الأممية في تدخله في ختام أشغال الاجتماع الى ان الجزائر سبق وان عبرت عن تضامنها الكامل مع الشعب الباكستاني في محنته تلك وأعلن عن تخصيص مساعدة قدرت بمليون دولار ستسلم الى الحكومة الباكستانية. وكانت السفارة الجزائريةبباكستان أعلنت الأربعاء الماضي على موقعها على شبكة الانترنت بأن الجزائر ستقدم مساعدة مالية للشعب الباكستاني، وقال النائب الأول للسفير الجزائري بإسلام أباد السيد خياري عبد الرحيم في بيان صحفي أن ''الحكومة الجزائرية قررت التعبير عن دعمها وتعاطفها مع الشعب الباكستاني الشقيق في هذه المرحلة الصعبة من خلال منحها مليون دولار''. وبعد ان حيا ممثل الجزائر لدى الأممالمتحدة في تدخله جهود الأمين العام الاممي السيد بان كي مون لتجنيد المجموعة الدولية لتقديم دعم عاجل لمنكوبي باكستان، دعا المجموعة الدولية إلى تقديم المزيد من المساعدات للحكومة الباكستانية لمواجهة مخلفات تلك الفيضانات، وأشار الى ان الاجتماع الطارئ للجمعية العامة ستكون له فائدة كبيرة في مجال تقديم مساعدات ذات طابع استعجالي، إلا انه شدد بالمقابل على ضرورة ان تواصل المجموعة الدولية عملها وتشاورها من اجل مساعدة باكستان في جهود الاعمار بالنظر الى حجم الكارثة التي خلفتها الفيضانات. وابلغ السيد بن مهيدي وزير خارجية باكستان السيد مخدوم شاه محمود قريشي الذي حضر الأشغال تعازي الجزائر حكومة وشعبا. وكانت الاممالمتحدة وجهت في 11 أوت الجاري نداء الى المجموعة الدولية لتقديم مساعدات عاجلة بقيمة 460 مليون دولار، وتوقع وزير خارجية باكستان في تدخل له خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة ان يتم الاستجابة لهذا النداء بالنظر الى حجم التجند الدولي من اجل إغاثة منكوبي الفيضانات. وأعرب ممثلو جميع الدول المشاركة في الجلسة الاستثنائية عن تضامنهم مع إسلام أباد وضرورة التعجيل بإرسال دعم إنساني ومالي للضحايا. وقال الأمين العام السيد بان كي مون في تدخله وهو الذي زار باكستان نهاية الأسبوع الماضي ''إن العين ترى والأذن تسمع ولكن العقل لا يستطيع أن يدرك الحجم الكامل للكارثة... وأن هذه الكارثة تشكل اختبارا مهما للتضامن الدولي''. وأوضح ''ان نحو 20 مليون شخص بحاجة إلى المأوى والطعام والرعاية الطارئة، وهو أكثر من عدد كل المتأثرين بتسونامي وزلزال كشمير وإعصار نرجس وزلزال هايتي''. وأشار بان كي مون إلى غرق أكثر من 160 ألف كيلومتر من الأراضي. وتبنى المشاركون في تلك الجلسة وبالإجماع قرارا يدعو الأسرة الدولية إلى تقديم الدعم الكامل والمساعدة لباكستان في جهودها للحد من مخلفات الفيضانات وتلبية حاجاتها على صعيد تصحيح الأوضاع وإعادة الأعمار على المدى المتوسط والبعيد''. ويدعو القرار وكالات الأممالمتحدة إلى زيادة جهودها لتوعية الأسرة الدولية إلى حاجات باكستان وتعبئة دعم فاعل وفوري ومناسب.