نوّه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بالجهود الكبيرة التي بذلها العمال الجزائريون من خلال نضالاتهم عبر مراحل التاريخ من أجل إرساء الدولة الجزائرية· وفي كلمة الرئيس بوتفليقة، ألقاها نيابة عنه السيد محمد بوغازي، مستشار برئاسة الجمهورية، بقاعة عيسات ايدير بسكيكدة، بمناسبة الذكرى المزدوجة المصادفة ل 24 فبراير (تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات)، هنأ الطبقة الشغيلة وأشاد في السياق بمؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين المناضل الشهيد عيسات إيدير والرئيس الراحل هواري بومدين الذي اتخذ قرارا تاريخيا بتأميمه المحروقات· وقال رئيس الجمهورية، أن تضحيات النقابيين الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل سيادة الجزائر مهدت السبيل لتحقيق المثل الجماعي الأعلى والمتمثل في الرقي والتطور والازدهار والعدالة الإجتماعية· كما أكد في الإطار على الدور الذي يلعبه الاتحاد العام للعمال الجزائريين لبناء الدولة الجزائرية المتطورة، من خلال إعمار البلاد والدفاع عن حقوق العمال وتشجيع ودفع آليات الاستثمار، مضيفا أن الإجراءات الأخيرة والمتمثلة في مراجعة أجور الطبقة الشغيلة وكذا القرارات الرامية للقضاء على البطالة تهدف إلى تحسين ظروف الطبقة العمالية· ودعا الرئيس بوتفليقة إلى ضرورة التسلح بروح 24 فبراير للتمكن من معالجة كل المشاكل الموجودة، لأن الاحتفال بهذه الذكرى كما قال لا يعني استحضار الماضي بقدر ما يعني استجماع كل الطاقات الحية من أجل مواجهة المرحلة الجديدة التي من بين أهم مفاهيمها تعزيز مفهوم المصالحة الوطنية وجعل الدولة الجزائرية دولة لكل الجزائريين والجزائريات· من جهته أكد السيد عبد المجيد سيدي السعيد في كلمته، أن الاتحاد مع سياسة الحوار والتشاور والعمل بنية وصدق وإخلاص من أجل الدفاع عن حقوق العمال ومكتسباتهم· وأشار إلى أهمية المصالحة الوطنية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي للبلاد· وفي سياق انتقاده للحركات الاحتجاجية التي شهدتها بعض القطاعات مؤخراً، قال سيدي السعيد أنه ضد كل من يعمل من أجل تدمير الجزائر وضد فلسفة التهريج، وانتقد بشدة الطريقة التي انتهجتها تلك النقابات، مؤكدا بأن الدفاع عن العمال يتم بالحوار والرزانة والحكمة· وبلغة الأرقام عرض الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين المكتسبات المحققة من قبل التنظيم النقابي، فمن 1990 إلى غاية 2007 تم عقد 12 ثلاثية و14 رباعية من أجل تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، ومن سنة 1991 إلى غاية 2007 تم عقد 14 لقاء ومن سنة 1992 إلى غاية 2007 تم عقد 13 لقاء يخص ملف المتقاعدين، ومن سنة 1990 إلى غاية نهاية 2007 تم عقد 09 لقاءات توجت بالتوقيع على العقد الوطني الاجتماعي الاقتصادي وهذا المكسب مسجل في المكتب الدولي للعمل· كما تم عقد 08 لقاءات تخص الأجور المتأخرة والمقدرة بأكثر من 140 مليار دج، منها 28 بالمائة تمت تسويتها، وخلال الفترة الممتدة من 1990 إلى غاية 2007 تم توقيع 144 إتفاقية فروع مسّت 150 ألف عامل· وإذ أقر السيد سيدي السعيد بتدهور القدرة الشرائية للعمال، فقد أكد في المقابل على الجهود المبذولة لمحاربة المضاربة والمضاربين·