شكل موضوع ''الحضارة الغربية واستفادتها من العلوم الإسلامية'' محور المحاضرة التي قدمها أول أمس بعد صلاة العصر الباحث الفرنسي في الفقه الإسلامي السيد عبد الله بينو في إطار اليوم السادس من سلسلة الدروس المحمدية التي تحتضنها وهران في طبعتها الخامسة. وأبرز بينو الذي ترجم أيضا القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية ''أن الحضارة الغربية شهدت على ضوء العلوم التي ازدهرت خلال بزوغ شمس الاسلام وحتى في قرونه الأولى منعرجا هاما وانتقالا نوعيا نحو تطبيقات علمية أكثر نفعا للبشرية''. ''فالاسلام قدم خلال فتوحاته قيما حضارية استلهم منها العلماء والمفكرون المشرقيون والغربيون مناهج وأطر جديدة في تطبيق العلوم النبيلة وأتاحت الشريعة الإسلامية للمتدبرين في مختلف العلوم المادية والروحية خلاصا من المناهج والأعمال العلمية الساذجة والضالة والتي كانت تخدم مقاصد الشرور والحروب والفتنة والسحر'' يقول السيد بينو. وأبرز المحاضر نماذج عن استفادة الحضارة الغربية من العلوم الإسلامية في مختلف اختصاصاتها الاجتماعية والطب والكيمياء والفلك والفيزياء خاصة بفضل العلماء المسلمين الأندلسيين الذين نقلوا العلم الصحيح ومبادئه التي جاء بها الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة خلال نشر التعاليم الإسلامية داخل المجتمعات الغربية. وتطرق أيضا إلى كونية القرآن وصلاحيته الزمانية والمكانية إلى جانب فضل الدين الإسلامي في إرساء العلوم التي تنظم أحوال الخلق. يذكر أن الطبعة الخامسة من هذه التظاهرة التي تتخد هذه السنة موضوع ''العلم'' محورا رئيسيا لفعالياتها وتحت شعار الآية الكريمة ''إنما يخشى الله من عباده العلماء''، تشهد مشاركة نخبة من علماء الفقه الإسلامي من 11 دولة عربية وأوروبية.