بدأنا نقترب شيئا فشيئا من العشر الأواخر لرمضان، وبدأ معها العد التنازلي للصيام، وفي المقابل بدأ يطفوا على السطح شعور بعض الصائمين بالحنين والحزن على قرب موعد مفارقة هذا الضيف الكريم الذي نستقبله مرة واحدة في السنة، ونتمنى أن لا يفارقنا لما فيه من خير ورحمة ومودة، كيف لا وهو الشهر الذي لا يجوع فيه صائم لكثرة فاعلي الخير به، يكفي فقط أن تصرح أنك صائم ولا مكان تفطر فيه لتجد الجميع يهرولون إليك لاستضافتك في بيوتهم وبين أفراد أسرهم، وكلهم أمل في ربح أجر يتقربون به من المولى عز وجل... حبذا لو كانت كل شهور السنة مثل شهر رمضان، والواقع أننا إذا تأملنا المظاهر الإيجابية التي تطبع يوميات هذا الأخير سنجد انها أمور بسيطة كامنة بداخل كل واحد منا، وفي المقابل يقتصر دور شهر الصيام على تفجيرها بحكم ما يحمله هذا الشهر من معاني التسامح والتعاون والتراحم، وهذا يعني أن من يتصدق في رمضان يمكنه أن يفعل هذا على مدار السنة ولا ينتظر حلول هذا الشهر الفضيل من أجل القيام بهذا العمل... وهناك مظهر آخر نتأسف له أيضا كونه يغيب بمجرد حلول ليلة السابع والعشرين، ويستحق أن نقف عنده، حيث يقل الإقبال على المساجد لأداء الصلاة مع الجماعة بعدما كان الصائمون يتسابقون للظفر بمكان في المسجد.. ما أحوجنا ونحن نعد الأيام المتبقية من رمضان إلى الوقوف وقفة المعاتب لأنفسنا وسؤالها عما تعلمته من هذا الشهر الكريم، وإن كان بإمكانها أن تكتسب ولو القليل مما تعلمته من معاني التآزر والتراحم والتآخي و..و..و..و.. لتطبقه في باقي أشهر السنة المتبقية حتى يسهل عليها توديع هذا الضيف العزيز على قلوبنا.