تتصدر صحف هذه الأيام بعض الأخبار التي تدمي القلوب لشدة مرارتها خاصة إذا علمنا أنها تمس فلذات الأكباد، وأن السبب وراء ما حل بهم يرجع إلى الإهمال واللامبالاة والتجرد من المسؤولية تجردا تاما عندما تدق ساعة الإفطار، ففي الآونة الأخيرة نقرأ بالصحف بعض الأخبار عن وفاة طفل في خزان مائي بسكيكدة قبيل موعد الإفطار، وعن وفاة آخر خنقا بحبل الارجوحة في الوقت الذي كان فيه الأهل منشغلون بوجبة الإفطار، وهناك الكثير من الحوادث المماثلة التي ذهب ضحيتها أطفال ذنبهم الوحيد أنهم ليسوا صائمين، وبالتالي ينبغي عليهم الابتعاد عن مائدة الإفطار واللعب خارجا حتى لا يزعجوا ذويهم. وأتساءل هنا: هل من المعقول أن أصرف أولادي خارجا حتى أحظى بوجبة إفطار هادئة؟ أم أن وقت الإفطار يفرض علي التجرد من كامل مسؤولياتي اتجاه أولادي حتى أملأ تلك المعدة الخاوية من دون أي إزعاج !! طبعا من غير المعقول أن يُهمل الأطفال ليفطر الأهل مرتاحين، هذا ما يفرضه العقل والمنطق، وما يعتبر أيضا التزاما بديهيا.... فبأي منطق إذاً يفكر بعض الأولياء؟ أم أن عقولهم تنزل وقت صيامهم لتستقر في بطونهم ويكون في المقابل همهم الوحيد التفكير في كيفية التخلص من الأبناء بعيدا عن مائدة الإفطار، عوض أن يتم جمعهم حول مائدة الإفطار وتعليمهم بعض معاني الصيام وآداب الجلوس الى المائدة. ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نعاتب من هم في مركز المسؤولية فقليلا من الاهتمام والحرص على فلذات الأكباد فلحظة الإفطار ما هي إلا دقائق عابرة.