تسعى جمعية ''شمس'' إلى خلق فضاء فني وثقافي لفائدة الأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يجدون في هذا التأطير متنفسا لهم من ضغط المرض ويبرزون في مختلف المناسبات والنشاطات الفنية. يقع مقر الجمعية بدار الشباب بالقبة حيث تتوفر إمكانيات العمل خاصة في مجال المسرح والموسيقى. صادف وجود ''المساء'' تدريبات لفرقة الجمعية المسرحية بعنوان ''حورية واليتامى'' تحت إشراف المؤطرين خالد بجيج وولد علي أرزقي اللذين صرحا ل ''المساء'' أن هؤلاء البراعم (من 6 إلى 16 سنة) يملكون طاقات فنية معتبرة وأحاسيس فنية مرهفة واستعدادا كبيرا للتدريبات التي غالبا ما تقام على شكل حلقات. من جهته تحدث السيد جمال مراحي رئيس الجمعية ل ''المساء'' عن ''ورشة المسرح'' الذي يعد ركنا أساسيا في الجمعية حيث تفجرت فيه طاقات فنية فتية سيكون لها مستقبل واعد. هناك أيضا ''ورشة الفنون التشكيلية'' الذي يجد فيه هؤلاء مساحة أخرى للتعبير ضمن أطر أكاديمية يشرف عليها فنانون متطوعون وتجري كل الدروس والحصص في إطار منظم وضمن برنامج مدروس بمعدل حصتين في الأسبوع. تتجنب هذه الجمعية الفنية (عمرها 3 سنوات) النشاط المناسباتي فهي تحرص على تقديم نشاطاتها الفنية أسبوعا عبر مختلف الفضاءات بعيدا عن الارتجال. ولعل أبرز حضور للجمعية يكمن في فرقتها الموسيقية التي يصل عدد أفرادها إلى 50 عضوا يخضعون لنظام تدريس عالي سواء في تعلم ''السولفاج'' أو العزف على الآلات الموسيقية وكذلك في الغناء وقد شاركت هذه الفرقة في العديد من التظاهرات الفنية الهامة ونالت إعجاب الجمهور خاصة في آداء الموشحات الأندلسية حيث لا تقل هذه الفرقة حضورا عن الفرق الموسيقية الأخرى بما في ذلك التزامها باللباس التقليدي الجزائري في كل مناسبة تظهر فيها، وقد أشار رئيس الجمعية أنه يسمح لأولياء هؤلاء البراعم (خاصة الأمهات) بالانضمام إلى أقسام الموسيقى وإلى الحضور على الخشبة في كل الحفلات كنوع من الدعم النفسي. خلال رمضان سطرت الجمعية عدة نشاطات فنية منها حفلات أندلسية تقام في قاعة كوسموس برياض الفتح وفي بعض مستشفيات العاصمة كمستشفى تقصراين وباينام والقطار وكذا بدور العجزة. تسعى الجمعية أيضا إلى تعزيز نشاطها الانساني خاصة مع الأطفال المرضى المقيمين بالمستشفيات ففي مصلحة طب الأطفال بمستشفى باينام فتحت أقسام للمطالعة والموسيقى وذلك بمعدل 3 حصص أسبوعيا ينشطها تربويون ومتطوعون مؤهلون في شتى الاختصاصات الفنية، وقد استفادت هذه المصلحة مؤخرا من قاعة لعرض الأفلام وعرض الرسوم المتحركة تبث 3 مرات أسبوعا. تحمل هذه الجمعية شعار ''الفن في خدمة الصحة'' وهي تستهدف شريحة الطفولة ذات الاحتياجات الخاصة من خلال خلق فضاءات فنية ذات بعد علاجي ويتوافد على الجمعية أشخاص أعمارهم من 6 سنوات لتصل أحيانا إلى سن ال30 سنة خاصة في ورشة الرسم. تجتهد الجمعية أيضا في تعزيز وجودها بنفسها من خلال تنظيم حفلات وأيام تحسيسية لجمع التبرعات والدعم المالي لاقتناء التجهيزات منها التجهيزات التربوية والبصرية والموسيقية وغيرها. تبقى ''شمس'' شعاعا للأمل وفضاء تلتقي فيه شريحة مهمة من مجتمعنا لتذوق الفنون وتعلم أيجدياتها بقلب مفتوح على الحياة والأمل ولتبقى أيضا تجربة أولى تعيشها الجزائر لأول مرة في انتظار تعزيزها وتعميمها.