عرفت عودة المعتمرين الجزائريين إلى أرض الوطن تأجيلا بسبب تأخر إقلاع العديد من رحلات الخطوط الجوية السعودية المتجهة نحو الجزائر، وذلك لعدم وصول الطائرات من جدة إلى مطار المدينة، وكذا بسبب برمجة رحلات غير مجدولة مسبقا في أول وثاني أيام العيد حسبما أكدته السلطات السعودية، وهو ما خلق حالة من الفوضى والاستياء عند المعتمرين خاصة يومي العيد حيث تكدس عدد كبير من المعتمرين في ساحات وقاعات مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينةالمنورة. عاش مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي يومي العيد حالة فوضى بسبب اكتظاظ المسافرين من المعتمرين خاصة الجزائريين منهم نتيجة تأخر إقلاع رحلاتهم لأكثر من ست ساعات بسبب كثرة الرحلات المغادرة وقلة القاعات، حيث وصل عدد الرحلات إلى 46 رحلة في اليوم، مما جعل الكثيرين منهم يفترش الساحات الخارجية للمطار وهو ما خلق حالات من التذمر والقلق بسبب وجود كبار السن وعدم توفر قاعات انتظار في المطار. ويبقى نقص قاعات الركوب المشكل الرئيسي لتأخر الرحلات باعتبار أن الطاقة التشغيلية للقاعات والمعدل الزمني المستغرق لكل رحلة يجب أن يتناسب مع برمجة الرحلات وفقا للمقاييس التي تشترطها منظمة الطيران العالمي. وفي هذا السياق أكدت مصادر من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز أن ''برمجة الرحلات التي تتم عن طريق قسم الجدولة والإحصاء التابع لعمليات المطار تتم ضمن آلية واضحة ومحددة وليست عشوائية، حيث يؤخذ بعين الاعتبار التوقيت المناسب والمسموح به لهبوط وإقلاع الطائرات وعدد المدرجات وأمور فنية أخرى''. ويشهد مطار المدينة حاليا أشغالا لتطويره وتوسيعه إذ من المنتظر أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى لهذا المشروع مع نهاية شهر شوال. الأمر الذي سيسهل عمليات الركوب والإقلاع والتحكم في الكم الهائل من المعتمرين والحجاج الذين يتوافدون على المطار بالملايين، خاصة مع اقتراب موسم الحج. واستقبلت السعودية هذه المرة عددا هائلا من الجزائريين الذين اختاروا شهر رمضان لأداء مناسك العمرة إذ بلغ عدد المعتمرين الجزائريين في الأيام العشرة الأواخر فقط ما يقارب 3 ملايين معتمر، وهو رقم قياسي يقارب الرقم الذي سجله موسم الحج، حيث أكدت السلطات السعودية أن الجزائر تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول التي تطلب تأشيرة العمرة، حيث منحت القنصلية السعودية بالجزائر هذه السنة 148 ألف تأشيرة عمرة للجزائريين منذ بداية موسم العمرة إلى غاية بداية شهر رمضان، 85 بالمائة منها خاصة بعمرة رمضان.