استنكرت جبهة البوليزاريو بشدة المناورات العسكرية الجوية والبرية التي تقوم بها قوات الاحتلال المغربي في الأجواء الجنوبية من الصحراء الغربيةالمحتلة والتي وصفتها بالاستفزازية والتي ستزيد في درجة تعقيد الوضع أكثر في المنطقة. وأدانت الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو الأعمال التي يقوم بها النظام المغربي من أجل تحصين جدار العار الذي أقامه وقسم بواسطته إقليم الصحراء الغربية أرضا وشعبا إلى جزئين. واعتبرت جبهة البوليزاريو هذه المناورات والتعزيزات المغربية بمثابة "خرق سافر لمحتوى اتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول بين الجيشين الصحراوي والمغربي بإشراف الأممالمتحدة في انتظار تنظيمها لاستفتاء تقرير المصير" منذ سنة 1991. وبموجب هذا الاتفاق فإن الأممالمتحدة منعت الطرفين من القيام بأية عمليات عسكرية أو أعمال استفزازية من اجل المحافظة على ظروف هادئة لاستكمال مسار السلام في المنطقة. غير أن المغرب وبدعم من اسبانيا التي زودت الجيش المغربي بأنظمة رادارات وعربات مدرعة على طول جدار العار ضرب عرض الحائط بكل الاتفاقات السابقة مع جبهة البوليزاريو تحت إشراف أممي وواصل تعزيزاته العسكرية ومناوراته مما ساهم في خلق اجواء اقل ما يقال عنها أنها لن تزيد إلا في عرقلة مسار السلام المتعثر. وهو ما جعل جبهة البوليزاريو تؤكد على ضرورة وضع حد عاجل لهذه الأعمال العسكرية المغربية الاستفزازية فوق الأراضي الصحراوية المحتلة إضافة إلى وقف عمليات تقوية الجدار العسكري الذي أكدت بأنّه يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلام في المنطقة وأكثر من ذلك فقد اعتبرتها جبهة البوليزاريو بأنها "جريمة ضد الإنسانية". ولا يستبعد أن تكون هذه المناورات التي يقوم بها المغرب تهدف إلى إفشال جولة المفاوضات المقبلة مع جبهة البوليزاريو والتي أعلن عنها مؤخرا الموفد الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس من أجل التوصل إلى تسوية عادلة ونهائية لنزاع طال أمده. وفي هذا السياق طالب مكتب الأمانة الوطنية لجبهة البوليزرايو الأممالمتحدة "بتحمل مسؤولياتها في وضع حد لهذه السياسات التصعيدية الخطيرة" والتي لن تتوفر في ظلها الأجواء الضرورية لتنظيم جولة مفاوضات جديدة بين طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية تضمن حق الشعب الصحراوي الثابت وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال طبقا لقرارات الشرعية الدولية". وكانت جبهة البوليزاريو ربطت مؤخرا مشاركتها في أية مفاوضات مقبلة مع المغرب برعاية أممية بضرورة توفير الظروف المناسبة لإنجاح أي مسعى في هذا الاتجاه تكون نتيجته النهائية تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. ووضعت جبهة البوليزاريو هذا الشرط رغم تجديد تأكيدها على استعدادها لتعاون بناء مع مجهودات المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس من أجل تسوية مسألة آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. كما أدان مكتب الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو في اجتماع له أول أمس برئاسة الأمين العام للجبهة والرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز استمرار حملات القمع والاعتقالات والمحاكمات الصورية والحصار والتضييق في حق المواطنين والطلبة والنشطاء الحقوقيين الصحراويين في الأراضي المحتلة وبالجامعات المغربية". ودعا إلى "التدخل الدولي العاجل لوقف حملة القمع المغربية الشرسة والمتصاعدة في حق المواطنين الصحراويين العزل ورفع الإقامة الجبرية عن الناشطة الحقوقية اميناتو حيدر وإنهاء الحصار والتضييق المفروض على رفقائها وإطلاق سراح مجموعة السبعة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين الآخرين".