اختتم الصالون الدولي للكتاب بعلامات إضافية ميزت دورته الخامسة عشر، حيث جرت الفعاليات الثقافية والأدبية والفكرية في أجواء مرتبطة في عمومها بما قدمه الناشرون طيلة عشرة أيام من العرض. وقد نظمت على هامش المعرض الدولي للكتاب طيلة الأيام الفارطة، العديد من النشاطات، لا سيما المحاضرات ذات المواضيع المختلفة ك »الرواية السوداء في البلاد الإسكندنافية«، »كرة القدم والعولمة«، »ميتران والجزائر«، »الوضعية الحالية للعالم العربي فكرا وسياسة«، فضلا عن تنظيم موائد مستديرة حول الكتاب. كما تم تخصيص حيز للإشادة بشخصيات وطنية وعالمية، لا سيما المناضل الراحل لخضر بن طوبال والكاتب الطاهر وطار والمثقف عبد القادر جغلول والدكتور عبد الله شريط أحد مؤسسي الجامعة الجزائرية، وكذا الحائز على نوبل للآداب خوزي سراماغو. ضيفة شرف هذه الدورة كانت سويسرا، حيث سجلت حضورها بامتياز في عروض تحمل عناوين »سويسرا الرومندية: أرض الكتاب« و»سويسرا والعلم«، مع حضور وفد مكون من قرابة 15 مؤلفا ومثقفا وشخصيات مرموقة منها مديرة المكتبة الوطنية السويسرية والمفكر الكبير »جون زيغلر«. كما استقبل المعرض مثقفين وناشرين جاؤوا من عدة بلدان افريقية كي يقدموا صورة عن الخطوات الأدبية التي قطعتها القارة كاستدامة للديناميكية المتولدة من المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني المقام بالجزائر عام .2009 وسجل عالمنا العربي حضورا متميزا لبى شغف الجمهور الى الآداب والفكر الجيد والناضج. وأجمع الكثير ممن حضر المعرض أو شارك في فعالياته، أنه كان ناجحا الى أبعد الحدود ويسجل قفزات نوعية من عام الى آخر، في هذا المجرى أشاد السيد عبد المحسن بن عثمان الشبانة، الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية بالجزائر وممثل دور النشر السعودية، بنجاح الصالون سواء من الناحية التنظيمية أو الخدماتية أو من حيث الإقبال الكبير. كما نوه الكاتب وصاحب »دار الحضارة« للنشر، رابح خدوسي، بالإقبال الكبير للجمهور، وهو ما يدل على تعطش الشعب الجزائري للعلم والمعرفة. من جهتهم، اتفق ممثلو دور النشر العربية، على أن الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، أصبح يضاهي الصالونات الدولية للكتاب، ذلك لأنه ببساطة يحمل رسالة ثقافية قوية. للإشارة، سجل الصالون الدولي للكتاب خلال هذه الطبعة التي انطلقت فعالياتها في 27 أكتوبر الفارط، زيارة 15 ألف زائر يوميا، وبيع مليون ونصف مليون نسخة. وعرف الصالون الذي أقيم بساحة المركب الأولمبي »محمد بوضياف« مشاركة 460 عارضا منهم 320 ناشرا اجنبيا يمثلون 32 دولة. خطوة الى الأمام إذن يحققها المعرض هذه السنة آخذا بعين الاعتبار ما تم تسجيله من نقائص وما قدم من اقتراحات، تحقيقا لمزيد من المهنية وإضفاء لمزيد من الاعتبار للجمهور وللمتعاملين، عن طريق إحلال الإبداع والعلم والتاريخ مقام المركز في حلقات النقاش.