دعا رئيس الجمهورية أمس إلى ضرورة جعل سوق الكتاب في الجزائر سوقا رائدة قائمة على الجودة والتنوّع مع إعطاء الأهمية لنشر كلّ ما هو جديد ومراعاة الترجمة الجيّدة وكذا الاهتمام أكثر بالكتاب الموجّه للأطفال والشباب، وذلك لدى افتتاحه الدورة الخامسة عشر لصالون الجزائر الدولي للكتاب بالمركب الأولمبي ''محمد بوضياف''. وعلاوة على تأكيده على ضرورة إرساء دعائم سوق للكتاب قائمة بذاتها، حثّ رئيس الجمهورية وهو يزور عددا من أجنحة دور النشر المشاركة في هذه الدورة الناشرين الجزائريين على الارتقاء بالكتاب بمهنية وجدية، كما استمع إلى شروحات العارضين حول الإصدارات الجديدة في مجال التأليف والترجمة والمصنّفات الموجّهة للأطفال وتلك المتعلّقة بالتاريخ والتراث. أوّل جناح توقّف عنده رئيس الجمهورية هو جناح منشورات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، قبل أن يعرج على جناح سويسرا المنظّم على مساحة 200 متر مربع (ضيف شرف الدورة ال15)، حيث يعرض ما يربو عن 800 عنوان في مختلف ميادين المعرفة خاصة تلك المتعلّقة بالدراسات التقنية والعلمية إلى جانب فضاء لعرض المنشورات، وآخر للمحاضرات وثالث لعرض الأفلام الوثائقية، وقد أبدى رئيس الجمهورية اهتماما بالكتب المدرسية والجامعية التي استقدمتها سويسرا، معربا عن أمله في أن يجد الطلبة الجزائريون ما يبحثون عنه من كتب في مختلف تخصّصاتهم. وبجناح المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، قدّم للرئيس بوتفليقة عدد من المعطيات والشروحات حول منشورات المؤسّسة خاصة التاريخية منها والتراثية، حيث أكّد المدير العام للمؤسسة السيد بوسنة أنّ المؤسّسة نشرت حوالي 600 عنوان يناقش جميعها تاريخ الجزائر إلى جانب عزمها على شراء حقوق نشر وترجمة كتب أخرى تتعلّق بالتاريخ دائما. كما توقف رئيس الجمهورية وهو يجول في أجنحة الصالون مرفوقا بالوزير الأوّل السيد أحمد أويحيى وطاقمه الوزاري وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، مطوّلا بدار ''القصبة'' للنشر حيث قدّمت له معلومات حول مختلف إصدارات الدار في مجالي النشر والترجمة، خاصة تلك التي تخصّ تاريخ وثقافة الجزائر وشخصياتها وكذا المذكرات والشهادات التاريخية، إذ سأل عن كلّ ما هو جديد، وأثنى وهو يزور جناح كتب الأطفال على مجهودات ''القصبة'' في مجال نشر كتب الأطفال والكتب شبه المدرسية خاصة من حيث الاهتمام بالجودة في التقديم والطباعة، حيث هنأ القائمين على الدار لمهنيتهم وبحثهم عن كلّ ما يهمّ القارئ الجزائري. من جهتها أكّدت وزيرة الثقافة خليدة تومي على هامش الافتتاح أنّ ترقية القراءة العمومية والمطالعة ليست مسؤولية الحكومة لوحدها إذ لا يعقل أن ''تكتب الحكومة عوض الكاتب، وان تنشر وترّوج للكتاب عوض الناشر'' وأضافت أنّه لابدّ من التحلي بالنزاهة عند الحديث عن صناعة الكتاب في الجزائر، رافضة العبارة التي يردّدها كثير من الجزائريين والتي مفادها ''ليس لدي الوقت للقراءة''، وأضافت أنّ المسؤولية مسؤولية الجميع، كما فضّلت عدم الخوض في أطراف المعادلة الصعبة التي يعرفها صناعة الكتاب في الجزائر. وهو يجدّد روابطه مع الآخر، يرفع صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته الخامسة عشر شعار ''حلّت الروائع'' في محاولة منه لإحلال الإبداع والعلم والتاريخ مقام المركز في حلقات النقاش طوال عشرة أيام، ويفتح دفتيه لست وعشرين دولة لتعرض إصداراتها وتقترح على الجزائريين إبداعات كتابها ودراساتهم لاختيار ما يهمّ ميولاتهم الأدبية والعلمية. ''سيلا''2010 تقترح على المهتمين والزائرين عددا من المحاضرات والنشاطات الموازية تحت تسميات مختلفة فمنها المحاضرة والندوة والاستذكار، يقدّمها عدد من الضيوف ممن لبوا دعوة الجزائر على غرار الباحث والخبير الدولي اللبناني جورج قرم الذي سيتحدّث عن ''خلفيات التفرقة والوهن لدى العرب في العالم المعاصر''، وسيتوقّف كل من عبير أسبير، عزوز بقاق، ليدا غيدي وموريزيو فانتوني منيلا عند ''الأدب والسينما: من الكتابة إلى السينما''، ويعرض عمارة لخوص، عبد السلام الشدادي وعوطاف حون إيلي ضاحي وغيرهم تجاربهم في ''الأدب والترجمة''، ويحاضر عزمي بشارة حول ''الوضع العربي فكريا وسياسيا''، إلى جانب ندوات أخرى ل''صورة المرأة ومكانتها في الأدب''، ''أهمية نشر الأعمال الأدبية الكاملة''، ''ميتران والجزائر''، ''إفريقيا في مواجهة العولمة''، ''كرة القدم والعولمة''، وأيضا ''النقد الأدبي والإبداع''. واستحضارا لأروح من رحلوا تاركين بصمات في عالم الإبداع والبحث، يتذكّر الصالون من رحلوا هذا العام من خلال وقفات للحديث عن الدكتور عبد اللّه شرّيط، الروائي الطاهر وطار، الباحث عبد القادر جغلول، المجاهد لخضر بن طوبال والحائز على جائزة نوبل للآداب البرتغالي خوسي ساراماغو، إضافة إلى محطات أخرى ستنكشف مع مرور العشرة أيام من عمر هذا الصالون في دورته الخامسة عشر.