أكدت مصادر من سلطة الضبط للبريد والمواصلات ل ''المساء''، عن تشديد الرقابة على كل المتعاملين في الهاتف النقال والثابت، وحتى معاملات مؤسسة بريد الجزائر، لتتماشى في نشاطها العادي مع دفاتر الشروط المحددة، حيث تم مؤخرا إعادة النظر في دفاتر الشروط الخاصة بمراكز النداء والمؤسسات، التي تقترح الألعاب عبر الهاتف الثابت والنقال ''أوديوتاكس''، وذلك بما يسمح بحماية مصالح وهوية الزبائن، مرجعين مصدر الرسائل المجهولة التي تحمل في طياتها هدايا ''مفخخة''، إلى موزعات صوتية من خارج الوطن تابعة لمحتالين وعلى المواطن أن يكون حذرا في التعامل مع مثل هذه الاتصالات والرسائل. كشف مسؤول الاتصال لدى سلطة الضبط للبريد والمواصلات السيد مجاهد فيصل، أن المؤسسات التي تقترح الألعاب عبر اتصالات أو رسائل عبر الهاتف الثابت أوالنقال، والمصطلح على تسميتها ''اوديوتاكس''، تنشط وفق دفتر شروط محدد من طرف سلطة الضبط يضم العديد من النقاط التي تسمح بضبط نشاط هؤلاء المتعاملين الذين لا يزيد عددهم عن ,12 يقومون بالتعامل باتفاق مسبق مع متعاملي الهاتف النقال والثابت، للسماح لهم باقتراح مسابقات للفوز بجوائز قيمة، وغالبا ما يتم اقتراح الفوز بنغمات وصور للرسائل القصيرة عبر أسعار محددة يتم اطلاع الزبائن عليها عبر إشهار مسبق عبر مختلف وسائل الإعلام، أوعبر رسائل قصيرة ترسل إلى الزبائن، كما يسجل مشاركة هؤلاء المتعاملين في تنظيم مسابقات من خلال عرض أسئلة وجوائز قيمة لم يتم تسلمها. وحسب المتحدث، فإن نشاط أصحاب مؤسسات الألعاب ومراكز النداء مختلف ومحدد وفق دفاتر الشروط خاصة بكل نشاط، وبخصوص متعاملي ''اوديوتاكس'' فإن دفتر الشروط يتطرق لكل الجوانب المتعلقة بالعلاقة التي تربط المؤسسة بالمشترك، منها ضرورة إعلامه بالتكلفة الحقيقية لكل الخدمات المقترحة، مع تعريفه بنوعية الخدمات وهوية المؤسسة التي تقترحها، إعلام الزبائن بالتعديلات التي قد تطرأ على الخدمات مستقبلا، تحديد محتوى الرسائل بصفة واضحة والأسعار المطبقة في حالة الاتصال للإستفادة من الخدمات المقترحة. كما يتضمّن دفتر الشروط بندا يلزم المتعامل بضرورة الكشف عن طريقة الطعن، في حالة وقوع مشاكل مع الزبائن، وعدم استعمال الرقم الخاص للزبون دون ترخيص كتابي منه، وضرورة حماية الحياة الخاصة، وبخصوص المسابقات تحت تصرف المشاركين وخدمات الألعاب المقترحة، تطالب سلطة الضبط من خلال دفتر الشروط أصحاب ''اديوتاكس''، بأن تتماشى بالنصوص القانونية السارية المفعول في هذا المجال، مع ضرورة وضع قواعد اللعبة والمسابقات تحت تصرف المشاركين بصفة مجانية لكل شخص يطلب ذلك. وعن قائمة الممنوعات التي يجب على أصحاب الرخصة الإمتثال لها، أشار محدثنا إلى أنه يمنع التشهير بالأشخاص أو تصوير بعض الأجزاء من جسم الإنسان، أوتضليل الزبائن. وعن التجاوزات التي تتم حاليا عبر رسائل مجهولة يتلقاها زبائن الهاتف النقال تلك التي توهمه بالفوز بجوائز مغرية على غرار السيارات الفاخرة أو أموال طائلة، أكد المكلف بالإعلام أن سلطة الضبط وأصحاب رخص ''اوديوتاكس'' لا علاقة لهم بها، من منطلق أنها ترسل عبر موزعات صوتية من خارج الوطن عبر أرقام مجهولة يصعب الوصول إليها، وهي نفس صيغة التحايل التي وقع فيها عدد من المواطنين عبر رسائل بالبريد الإلكتروني التي تتحدث عن أصحاب إرث يبحثون عمن يساعدهم في الحصول على أموالهم، وما على متلقي الرسالة إلا إرسال رقم حسابه البنكي للإستفادة من حصة من الميراث قبل أن يجد المغامر نفسه ضحية احتيال، وعليه تطالب سلطة الضبط من مشتركي الهاتف النقال التحلي باليقظة وعدم المغامرة للبحث عن الكنز المجهول عبر الرسائل ''المفخخة''. وحسب مصادر مقربة من مجلس إدارة سلطة الضبط، فإنه لم يتم لغاية اليوم توقيف نشاط أي ''اوديوتاكس'' يكون قد أخل ببنود دفاتر الشروط، كما لا يسمح لسلطة الضبط الإطلاع على محتوى الرسائل، من منطلق أن الإتفاق يكون بين صاحب المؤسسة ومتعامل الهاتف النقال، في حين تكتفي سلطة الضبط بتقديم الترخيص والسهر على الإمتثال لدفاتر الشروط، علما أن التعديل الأخير الذي مس نشاط مراكز النداء وأصحاب مؤسسات الألعاب، ينص على تحديد فترة الترخيص للمرة الأولى بخمس سنوات، على أن يتقدم صاحب المؤسسة من سلطة الضبط قبل انقضاء المهلة ب 45 يوما، لطلب التجديد الذي لن يزيد عن سنتين في كل مرة، في حين سيتم في القريب العاجل إعداد دراسة وتحقيق ميداني للتعرف على رأي مشتركي الهاتف النقال في الخدمات المقترحة من طرف أصحاب ''اوديوتاكس''، ليتم تشديد الرقابة عليهم، كما يتم التطرق من جهة أخرى لمراقبة كل نشاطات مؤسسة بريد الجزائر بشكل عام.